نقل الشيخ العبيلان فتاوي الشيخ بن إبراهيم في حكم من سب الدين وموافقة الشيخ الألباني لهذه الفتاوى . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
نقل الشيخ العبيلان فتاوي الشيخ بن إبراهيم في حكم من سب الدين وموافقة الشيخ الألباني لهذه الفتاوى .
A-
A=
A+
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
صاحب الفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني سلمه الله
في لقاء سابق معكم قبل ثلاث سنوات سُئِلتم عن بعض السفهاء الذين يستهزئون بالدين و ربما سبوا الدين فكان جواب سماحتكم أن مثل هؤلاء يأدبون ويضربون أسواط ثم بعد ذلك يتركون ولا يُحكم عليهم بشيء فهذه المسألة في الحقيقة فهمت من بعض الناس فهمًا لا يريده الشيخ ناصر سلمه الله بحيث أنهم ظنُّوا أن الشيخ يطلق الاستهزاء مثلاً بالدين أو سبِّ الدين أو سبِّ النبي ليس كفرًا
فأريد من الشيخ سلمه الله توضيحُ هذا وإن أذن لي الشيخ قبل الجواب أن أقرأ شيئًا يسيرًا من فتاوى الشيخ محمد إبراهيم العلامة الشيخ محمد إبراهيم مفتي الديار السعودية رحمه الله سُئِلَ الشيخ حول هذه المسألة فأجاب
الشيخ : إذا شئت تفضل
السائل : " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن إبراهيم إلى فضيلة مساعد قاضي محكمة صامطة
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
فقد جرى اطلاعنا على خطابكم رقم وتاريخ كذا وكذا بخصوص مسألة معوض بن فلان وما صدر منه من لعنه دين محمد بن المهدي وما قررتموه في حقه من جلده عشرة أسواط تعزيزًا واستتابته ثم توبته واستغفاره وطلبكم منا الإحاطة بذلك ونفيدكم أن سبه دين محمد بن المهدي والحال أن محمدا المهدي مسلم هو سب للدين الإسلامي وسب الدين كما لا يخفي عليكم ارتداد والعياذ بالله وعليه فيلزمكم علاوةً على ما أجريتم إحضار المذكور وأمره بالاغتسال ثم النطق بالشهادتين وتجديد التوبة بعد إخباره بشروطها الثلاثة من الإقلاع عن موجب الإثم والندم على صدوره منه والعزم على عدم العودة إليه
ونظرًا لما ذكرته عنه من أنه جاهل بمدلول ما صدر منه فيُكتفَى بما قررتموه عليه تعزيراً وفقكم الله والسلام عليكم مفتي الديار السعودية "
إذن إن أذنت لي أيضًا فتوىً أخرى
الشيخ : تفضل
السائل : أيضًا هنا حكم من سمَّى علم التوحيد " علم التَّوحيش " وعلم الفقه " علم حزاوي العجائز "
الشيخ : سماه ماذا ؟
السائل : حزاوي العجائز
الشيخ : شو يعني ؟ العجائز ؟
السائل : العجائز
الشيخ : حزاوي ايش يعني ؟
السائل : يعني أحاديث أحاديث العجائز يعني
الشيخ : هي لغة نجدية يعني ؟
السائل : لا أعرف يا شيخ
الشيخ : طيب
السائل : من محمد بن إبراهيم إلى فضيلة قاضي هرجاب سلمه الله
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وبعد : فقد وصل إلينا كتابك رقم كذا وكذا وتاريخ كذا وكذا الذي ذكرت فيه حالة بعض الشباب من تلاميذ المدارس وأنهم يُسمُّون علم التوحيد " علم التوحيش " ويُسمُّون علم الفقه " علم حزاوي العجائز " وتسأل عن حكم هؤلاء ؟ والجواب لا شك أن مثل هؤلاء متجنُّون على الشريعة الإسلامية وعلومها وهذا مما يدلُّ على استخفافهم بالدِّين وجرأتهم على رب العالمين ومن أطلق هذه المقالة على علم التوحيد الذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب وهو يعلم معناها فلا شك أنه مرتد
لكن ينبغي معرفة الفرق بين الحكم على شخص بعينه وبين أن يُقال من فعل كذا وكذا أو قال كذا وكذا فهو كافر لأن الشخص المعين لابد من إثبات صدورها منه باختياره وكونه مكلفًا بالغًا عاقلاً
ومن أطلق هذه المقالة على علم الفقه فهو مخطئ ومتجنٍّي على علوم الشريعة لكن لا يبلغ به الحكم عليه بالردة وعلى كلٍّ فيتعين تعزير كل من يصدر منه مثل هذه الألفاظ البشعة فان كانوا من الأطفال والسفهاء فهذا أخف وإن كانوا كبارًا عقلاء فهذا أغلظ والعياذ بالله
والحقيقة إن هذا مما يُستغرَب وقوعه لا سيما من طلاب المدارس الذين يتلقون هذه العلوم في مدارسهم وهي من أهم مقرراتهم
إلى هنا المقصود من كلامه عليه رحمة الله تفضل سلمك الله
الشيخ : الذي أراه وأدين الله به وأقول بعد حمد الله والصَّلاة والسَّلام على رسوله أن الأمر لا يتعدَّى في عقيدتي ما أسمعتني إياه من كلام الشيخ رحمه الله في فتاواه لكني أريد أن أوضح شيئًا تضمنه جواب الشيخ لكن يحتاج إلى شيء من البيان فأنا أقول من المعلوم عند كافة العلماء أن الأقوال بمقاصد قائليها فإذا تكلم المتكلم بكلمة تحتمل أمرًا مخالفًا للشرع والمخالفة قد تزدوج فقد تكون كفرًا و ردةً وقد تكون معصيةً وأوضح مثال في ذلك هو الحلف بغير الله تبارك وتعالى فنعلم جميعًا قوله صلى الله عليه وسلم ( مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ أَشْرَكَ ) وفي اللفظ الآخر ( فَقَدْ كَفَر َ) فلا نستطيع أن نقول لكلِّ من حلف بغير الله أنه كفر كفر ردةً ولكن قد يكون هذا الحالف بغير الله كفر كفر ردة قد يكون وقد لا يكون ولذلك لتأكيد أحد الاحتمالين و رفع الاحتمال الآخر فلابدَّ من معرفتنا بطريقة أو بأخرى ما الذي قصده هذا الحالف فإن كان قصد فعلاً تعظيم المحلوف وهو غير رب العالمين عزَّ وجلَّ تعظيمًا له كتعظيمه لله عزَّ وجلَّ وهذا ما لا يفعله فيما أعتقد أي مسلم فيكون والحالة هذه كفر ردة ولكن كما قلت آنفًا هذا ما لا أعتقده أن فردًا من أفراد المسلمين وما أكثر هؤلاء الذين يحلفون بغير الله عزَّ وجلَّ في بلاد الإسلام لا أعتقد أن أحدهم يعني تعظيم المحلوف بغير الله عز وجل كحلفه بالله أو أن يجعله أعظم منه لا أعتقد هذا ولذلك نرى كثيرًا من هؤلاء المسلمين الذين غلبت عليهم هذه العادة عادة الحلف بالآباء والأنبياء والرسل بل وبرأس الرجل وبلحيته وشاربه ونحو ذلك من الأيمان القبيحة إذا ما ذكر وقيل له رسول الله يقول كذا وكذا بادر إلى القول جزاك الله خيرًا وأنا ما كنت أعرف هذا ويستغفر الله هذا المثال أريد أن أصل إلى موضوع من يسبُّ الله عزَّ وجلَّ أو يسب نبيه عليه السَّلام أو يسبّ الدِّين
الأمر يعود إلى القصد لأن الإنسان قد يتكلم وقد يفعل فعلاً في حالة غضب شديد يعميه عن الكلام المستقيم الذي ينبغي أن يتكلم به فإذا ما سمعنا شخصًا من هؤلاء كما قال الشيخ في بعضهم السفهاء يسب الشرع أو الدين أو رب العزة أو نبيه عليه السلام إلى آخره فإذا ما ذُكِّر وهذا يقع كثيرًا منهم ومن الناصحين والْمُذكِّرين لهم بيقول لعنة الله على الشيطان ساعة شيطانية غضبية أستغفر الله فهذا يدل على شيء مهم جدًا يضطرنا نحن ألا نتسارع إلى إصدار حكم التكفير بحقه لأنَّه لم يتقصد الكفر كيف وهو يستغفر الله ويعترف بخطئه فيما بدر منه ؟ لكن هذا لا يعفينا نحن ولا نبارك له قولته بل ننكر عليه ذلك أشد النكير ولو كان هناك حكم أو حاكم يحكم بالشرع لاقترحنا بأن يُعزَّر بأن يجلد عشر أسواط كما جاء في حديث الرسول عليه السلام المعروف لكن مع الأسف الشديد مثل هذا الحكم لا يوجد في أكثر بلاد الإسلام اليوم آسفين ولعل هذا يسوغ لي أن أقول لفقدان مثل هذه الأحكام الشرعية التي نصَّ الشارع الحكيم على فائدتها في مثل قوله تبارك وتعالى في القرآن الكريم (( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ )) عدم قيام الحكام بتنفيذ الأحكام الشرعية هو من أسباب انطلاق ألسنة هؤلاء السفهاء بما لا ينبغي ولا يجوز شرعًا أن يتفوهوا به فخلاصة الكلام أن التكفير أمر صعب جدًا كما هو معروف عند أهل العلم والأحاديث الصحيحة في البخاري وغيره معروفة في هذا المعنى لكني أريد أن أذكر فرعًا بهذه المناسبة أريد أن أذكر فرعًا فقهيًا جاء في بعض كتب المذاهب وهذا في الواقع متجاوب تماماً مع رهبة تلك الأحاديث التي تحذر المسلم أن يبادر إلى تكفير أخيه المسلم خشية أن لا يكون كافرًا فيعود الكفر على الْمُكفِّر لقد ذكروا أنه إذا صدر من مجموعة من العلماء بلغ عددهم تسعةً وتسعين شخصًا بتكفير مسلم لكن عالم واحد قال لا ليس بكافر فينبغي أن لا يصدر حكم التكفير بالنسبة لهذا الإنسان ما دام أن هناك عالم يقول هذا ليس بكفر أفهم من هذا أن هؤلاء الذين فرعوا هذا الفرع راعوا خطورة إصدار الكفر بحق الرجل المسلم لا سيما إذا كان معلومًا بمحافظته على الأركان الإسلامية ليس فقط على الشهادة بل على الصلاة والصيام و و إلى آخره وكثيرًا ما نسمع خلافًا ينشب بين الزوجين فتأتي المرأة وتسأل أنه زوجي سبَّ كذا نسأل يصلي؟ بتقول يصلي , يصوم؟ يصوم إلى آخره إذن كيف هذا؟ والله تخاصمت معه وصاح وصحت إلى آخره إذن هذه السُّبـَّة إذا صدرت من إنسان في حالة غضب يُستتاب ويُعزَّر ويُجلد إلى آخره لكن إذا ما أردنا أن نُصدِر في حقه التَّكفير الذي يلازمه الرِّدَّة لابد أن نسحب اعترافه بما فعل فإن اعترف فهو ردةً ويُقتَل كما هو معروف في الإسلام من قوله عليه السلام ( مَنِ ارْتَدَّ عَنْ دِينه فَاقْتُلُوهُ ) أمَّا إذا اتبع كلامه بالاستغفار والتوبة إلى الله عزَّ وجلَّ فهذا دليل أنها ثورة غضبية لا نستطيع أن نرتب عليها ما نرتب على الكلام الصادر بقصد و إرادة وإذا كان الرسول عليه السلام يقول ( إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيِّاتِ ) وهذا لم تكن النية أن يقصد مثلاً ما سبَّه مما ذكر آنفًا فلا يجوز أن نُدِينه بكلمته ما دام أن قلبه يخالف كلمته هذا رأيي في هذا الموضوع

مواضيع متعلقة