الأقسام الستة للكفر الأكبر . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الأقسام الستة للكفر الأكبر .
A-
A=
A+
السائل : بذا انتهينا من مبحث الإيمان وإن كان على سبيل الإختصار الشديد لكن نظراً لوقتكم الذي سمحتم به لنا فنتطرق إلى موضوع التكفير فلا شك أن الكفر نوعان كفر أكبر وكفر أصغر والمقصود من بحثنا معكم هو الكفر الأكبر المخرج من الملة
الشيخ : نعم
السائل : ولا شك أن الكفر المخرج من الملة كما هو عند أهل السنة والجماعة ستة أنواع وليس بنوع واحد تكذيب وجحود وعناد ونفاق وإعراض وشك وإنما تنوع الكفر هذا التنوع بسبب اختلاف مواقف الناس تجاه الحق الذي أرسل الله به الرسل وأنزل به الكتب فمن الناس من يكفر بلسانه وقلبه وهذا هو كفر التكذيب والغالب على هؤلاء هو عدم إحاطتهم بما أنزل الله لذلك كفروا وكذبوا ومما يشير إلى ذلك قول ربنا (( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )) ومن الناس من يتيقن بقلبه أنه الحق ولكن يكتم ذلك ويكذبه بلسانه
الشيخ : عفواً ممكن نقف عند النوع الأول لأنه بدا لي فيه شيء وهو ذكرتم معنى أنهم ما أحاطوا أعد أعد كلامك
سائل آخر : أعد الآية ... .
السائل : أقول الغالب على هؤلاء أنهم كَذَّبوا
الشيخ : آه
السائل : بالإسلام لأنهم لم يحيطوا بها علماً
الشيخ : إيه هنا نقف
السائل : لم يحيطوا بالإسلام علماً
الشيخ : لم يحيطوا بها علماً
السائل : نعم
الشيخ : هل هذا شرط ؟
السائل : أقول الغالب بدليل قول ربنا
الشيخ : الإحاطة بالإسلام يا أستاذ يعني بالكاد أن نقول علماء المسلمين أنفسهم فضلاً عن الكفار الذين هم لا يعرفون من الإسلام إلا الشيء القليل فأنا أعتقد أنه الإتيان بلفظة الإحاطة هنا يفسد علينا عقيدتنا .
السائل : نعم
الشيخ : لأن الإحاطة لا حدود لها وإنما يكفي كما لا يخفاكم جميعاً يكفي ليقع الشخص في الكفر أن يتحقق فيه معنى قوله تعالى ((وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ )) إذا علم أن آية من كتاب الله أنزلها الله ثم جحد بها هنا لا يوجد إحاطة لكن يوجد إنكار لما أحاط به علمه في هذه الجزئية فما يبدوا لي أن وضع كلمة الإحاطة هنا هي تفيد في ضبط العقيدة .
السائل : المقصود بارك الله فيكم أنه إذا كذّب إنسان بالإسلام فمعنى ذلك إما أن يكون جاهلاً بالإسلام ولم يبحثه حق البحث ولذلك كذب به هذا إذا كان مكذباً بقلبه وبلسانه يعني يكون في واقع الأمر مكذباً بقلبه وهو صادق في ذلك التكذيب من حيث الواقع قلت هذا لكي أفرق بين هذا النوع والنوع الآخر ألا وهو كفر الجحود وكفر الجحود فهو أن يتيقن بقلبه أنه الحق ولكنه يكتم ذلك ويكذبه بلسانه وذلك ككفر فرعون بموسى واليهود بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم وفي ذلك يقول ربنا كما تفضلتم آنفاً (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا )) (( فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ )) هذا هو كفر الجحود أما كفر العناد فهو أن يقر بالإسلام باطناً وظاهراً بقلبه ولسانه لكنه لا ينقاد للإسلام بغضاً واستكباراً ومعارضة لله و رسله فهو وإن كان مصدقاً بهذا الحق فإن تلك المعاندة تنافي هذا التصديق وذلك ككفر إبليس اللعين كما قال ربنا (( إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ )) وأما كفر الإعراض فأن يعرض عنه لا يصدقه ولا يكذبه ولا يصغي له البتة ولا يسمعه عمداً واستهتاراً واستكباراً كما قال ربنا (( كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ )) ثم قال (( وَقَالُوا قُلُوبُنَا في أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ )) وذلك ككفر إبليس اللعين كما قال ربنا (( إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ )) ثم كفر الشك فمن الناس من يظل في شك وتردد لا يجزم بشيء والنوع الأخير هو كفر النفاق ولا يحتاج إلى تبيان

مواضيع متعلقة