هل يخرج من الملة من سب الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يخرج من الملة من سب الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم ؟
A-
A=
A+
السائل : سؤال هناك أناس يشتمون الذات الإلهية ورسول الله صلى الله عليه وسلم والدين فهل يخرج هؤلاء من ملة الإسلام وما التصرف الذي ينبغي أن يكون ؟

الشيخ : أما هل يخرج من ملة الإسلام من يسب الذات الإلهية هذا بلا شك ما يحتاج إلى سؤال فضلا عن الجواب لأنه هو الكفر الذي ذر قرنه كونه , ولكن الذي يمكن أن يقال في مثل هذه المناسبة أن من صدرت منه كلمة الكفر له حالة من حالتين إما أن يعني ما يقول وإما أنه لا يدري ما يقول ففي الحالة الأولى الجواب السابق أنه كافر مرتد عن دينه ولو كان هناك حاكم مسلم يحكم بما أنزل الله فهذا يصدق عليه قوله عليه السلام: ( من بدل دينه فاقتلوه ) لو أن مسلما يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لكن مثل القاديانية أنكر أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء هذا يقتل لأنه أنكر شيئا معلوم من الدين بالضرورة ما بالك من سب الذات الإلهية ما بالك من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى آخره فلا شك أن هذا يعتبر مرتدا وأنه يقتل ردة هذا في الحالة الأولى إذا كان يعني ما يقول أما إن كان لا يعني ما يقول فهنا لا بد من شيء من التفصيل :

إما أن يكون أعجميا يقول كلمة عربية لا يفقه معناها وهي الكفر أو أن يكون عربيا مستعجما نسي اللغة العربية وما عاد يفقه فتكلم بكلمة الكفر وهو لا يفهم أنها كلمة كفر وهذا مثال في بعض الكلمات السابقة سمعتم قول الرسول عليه السلام: ( من حلف بغير الله فقد كفر ) فما أكثر ما نسمع من المسلمين الحلف بغير الله كيف ؟ لأنهم يجهلون أن الحلف بغير الله كفر فهل هذا يحكم بكفره هذا يدخل على التفصيل السابق إن كان يعني فهو كافر وإن كان لا يعني فهنا يأتي البيان لا بد أن يذكر هذا الإنسان بأن هذا الكلام الذي يقوله هو كفر فعليه أن يرجع عنه وإلا قطع رأسه . جاء في مسند الإمام أحمد بالسند الصحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله لعيه وسلم خطب يوما في أصحابه فقام رجل وقال له ما شاء الله وشئت يا رسول الله فقال عليه السلام الله: ( أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده ) ، أجعلتني لله ندا أي شريكا ترى هذا الصحابي الذي جلس في مجلس نبيه وقد آمن به وأنقذه الله به من الشرك إلى التوحيد لما قال له الرسول عليه السلام: ( أجعلتني لله ندا ) شريكا ترى هل قصد أن يجعل رسول الله شريكا مع الله ؟ الجواب لا , لذلك اكتفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتذكير هذا الرجل أن هذه الكلمة التي قلتها هي كلمة كفر لكن أنا أدري أنك لا تعني ما تقصد ولذلك اكتفى بتذكيره ولم يطبق عليه حكم المرتد عن دينه لأنه ما كان قاصدا لما يقول .

فمن نطق إذًا بكلمة الكفر وهو يدري ما يقول فهو المرتد وحكمه القتل ومن كان لا يدري لسبب أنه لم يعرف الدقة في المعنى الذي تضمنه كلامه كما في حديث ابن عباس أو قال كلمة الكفر وهو يدري ما يقول لكنه قالها مضطرا هذه صورة أخرى فهو لا يكفر وفي ذلك نزل قوله تعالى: (( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان )) كما جاء في كتب التفسير ولو أنه في السند شيء من الضعف لكن الآية معناها واضح جدا وهذه الرواية توضح هذا المعنى أو تزيده بيانا وتوضيحا أن المشركين لما أخذوا بلالا و عمار بن ياسر وعذبوهما عذابا شديدا أما بلال فذلك الرجل الصبور الذي كان تحت العذاب الشديد يطلبون منه الإشراك بالله فما يكون منه إلا أن يقول: " أحد أحد " وهم يعذبونه أشد العذاب ، أما عمار بن ياسر رضي الله عنه لم يصبر فعرضوا عليه لما جسوا نبضه وأن صبره نفذ عرضوا عليه أن يسب الرسول ويشتمه كما هو يشتمونه حتى يطلقوا سبيله فوافقهم فقال عن الرسول بأنه ساحر شاعر كذاب فأطلقوا سبيله لكن سرعان ما انتبه لخطئه فجاء إلى الرسول عليه السلام وذكر له ما فعل وهذا من قوة إيمانه فقال له عليه الصلاة والسلام: ( كيف تجد قلبك؟ ) قال: أجده مطمئنا بالإيمان فقال عليه السلام ( فإن عادوا فعد ) فإن عادوا إلى تعذيبك ولم تجد مخلصا من العذاب إلا أن تشتمني وقلبك عامر بالإيمان فاتخذ هذه الوسيلة ما دام أنك لا تزال في إيمانك ، إذًا كلمة الكفر لا يدان بها القائل إلا بهذا التفصيل الذي لا بد منه نعم .

مواضيع متعلقة