ما حكم تارك الصلاة وتقسيم الكفر إلى اعتقادي وعملي . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم تارك الصلاة وتقسيم الكفر إلى اعتقادي وعملي .
A-
A=
A+
السائل : كيف حالك يا شيخنا!؟

الشيخ : الحمد لله بخير.

السائل : شيخنا بسألك بالنسبة لقضية الاستدلالات من قال بحكم تارك الصَّلاة، في رسالة: "حكمُ تاركِ الصَّلاة" ؛ لفضيلة الشيخ : محمَّد بن صالح العُثيْمِين.

الشيخ : نعم

السائل : فالرجل يذهب مذهب أنَّه تارك الصَّلاة كافر

الشيخ : نعم

السائل : وله استدلالات كثيرة؛ مثل قوله تعالى عن المشركين: (( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّين )) ؛ يقول: أنَّ مفهوم الآية أنهم إذا لم يفعلوا ذلك فليسوا إخوانًا لنا، ولا تنتفي الأخوّة الدِّينية بالمعاصي وإن عظُمَت؛ ولكن تنتفي أن تخرج عن الإسلام.

الشيخ : لكن لا يقول أنه إذا صلَّى ولم يخرج الزكاة لا يكون مسلمًا؛ وإنما يكفُر بذلك.

السائل : ايه نعم -يا شيخ!- أنا أسأل على قضية القول بأنَّه كفرٌ دون كفر.

الشيخ : هو لا يقول بهذا الله يهديك.

السائل : لا، أنا عارف أنه لا يقول، لكن أنا عرفت إنه ..

الشيخ : الله يهديك! أنت عم تجيب الدليل تبعه، فحبيت ألفت نظرك أنه ليس فيه دليل؛ لأنه لا يقول في تارك الزَّكاة مثل ما قال في تارك الصَّلاة، أنت ما اكتفيت أنك حكيت رأيه، وإنما حكيت رأيه ودليله؛ فحبيت ألفت نظرك أنَّه هذا ليس دليل له؛ لأن الآية شملت الزَّكاة مع الصَّلاة.

السائل : آه، صحيح.

الشيخ : طيب، الآن ما سؤالك؟

السائل : هذا هو سؤالى؛ سؤالى: كيف -يا شيخ!- حكمنا على هذا الرجل تارك الصلاة ليس جاحدًا لها؛ ولكن تكاسل؟

الشيخ : هذا فاسق، وليس بكافر.

السائل : الدليل شيخنا؟

الشيخ : الدليل أنَّه: ( مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ؛ دَخَلَ الْجَنَّةَ ) ، والدَّليل: ( خَمْسُ صَلَواتٍ كَتَبَهُنَّ اللهُ عَلَى العِبَادِ؛ فَمَنْ أَدَّاهَا وَأَحْسَنَ أَدَاءهَا، وَأَتَمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا وَخُشُوعَهَا؛كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يُؤدِّهَا وَلَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا وَخُشُوعَهَا؛ لَمْ يَكُنْ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ؛ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ ) ولو كان كافرًا ما غفر له؛ لأن الله يقول: (( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء )) .

السائل : جزاك الله خيرًا شيخنا!

الشيخ : وإيَّاك.

السائل : لكن ممكن أفهم منك هذه القضية التي أسمعها كثيرًا، وأنا ما فهمتها التي هي يقول لك: "كفرٌ دون كفر" ، كيف "كفرٌ دون كفر" ؟

الشيخ : يعنى -طبعًا- قال عليه السَّلام: ( سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْر ) ، وقال في القرآن الكريم: (( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ )) . فهدول الذين قاتلوا وهم بغاة؛ حكم ربّ العالمين بأنهم طائفة من المؤمنين، وفى الحديث يقول: ( وَقِتَالُهُ كُفْرٌ ) ؛ فإذن هذا الكفر دون كفر الردة؛ فمن فعل فعلاً هو من أفعال الكُّفار؛ ولكنَّه يخالف الكُّفار فى عقائدهم؛ فقد فعل فعلهم ولم يعتقد عقيدتهم، فهو من حيث الفعل ملحقٌ بهم؛ ومن حيث العقيدة مخالفٌ لهم؛ هذا معنى قولهم: "كفرٌ دون كفر" .

السائل : نعم، يعنى هو القول صحيح؟

الشيخ : بلا شك.

السائل : طيب -شيخ!- ممكن نسميها تسميات؛ يعني نقسمهم تقسيم؛ مثل ما قلت أنت: "كفر ردة" ، والكفر الثاني ايش؟

الشيخ : كفر عملي.

السائل : كفر عملي! وفيه تقسيم ثالث وإلا هذين الإثنين فقط؟

الشيخ : هذان الإثنان ، فيه هو تقسيمان: فيه كفر عملي وفيه كفر اعتقادي، وفيه كفر قلبي وكفر لفظي.

السائل : آه.

الشيخ : ايه، نعم.

السائل : جزاك الله خيرًا شيخنا.

الشيخ : وإيَّاك.

السائل : السلام عليكم.

الشيخ : عليكم السلام ورحمة الله.

صوت رنين الهاتف.

مواضيع متعلقة