طلب من الشيخ أن يتكلم كلاما تأصيليا في مسألة التربية. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
طلب من الشيخ أن يتكلم كلاما تأصيليا في مسألة التربية.
A-
A=
A+
الشيخ : نعم يا أستاذ.
مشهور : شيخنا نفع الله بكم والأمة الإسلامية في مجال التصفية وكان لكم فيه باعا طويلا وبلا شك أن الأمر كذلك بالنسبة للتربية ولكن فيما أعلم ما سمعت لكم كلاما مسهبا وفيه تأصيل شرعي وبيان للمنهج السلفي في مسالك التربية والكلام المطول في هذا الباب فيا ليت لو تذكرون جزاكم الله خيرا الأطر العامة والوسائل الشرعية في هذا الباب.
الشيخ : هذا بارك الله فيك يحتاج إلى ناس يتخصّصون في موضوع تربية من حولهم فهذا كما أنا أقول دائما وربما أعير بذلك وأنا أفخر أنه أنا لست مربيا أنا تعلمت شيئا من العلم فأحرص على تبليغه إلى الناس, أما أن أفكر بوضع أصول هذه التربية وتطبيقها عمليا حتى نضع منهجا ومثالا عمليا للناس الذين يريدون أن يطبقوا هذا المنهج من التصفية والتربية فأنا لست أهلا لذلك, وعلى غيري أن يتمم أن يبني اللبنات على اللبنة الأولى التي أنا ربما أكون أول من نبه بها أو دندن حولها, أما الدخول في التفاصيل فذهني لا يساعدني على ذلك ولعل بعض الحاضرين وأنت في مقدمتهم إن شاء الله يمكن أن يفيدنا في هذا المجال وكما يقال المرء قوي بأخيه.
السائل : في كتاب " أصول التربية الإسلامية " لعبد الرحمن الحلاوي اطلعتم عليه؟
الشيخ : لا.
السائل : الحقيقة لسنا بحاجة إلى يعني تأصيل مناهج التربية فإن الكتاب والسنة طافح لبيان المنهج الحق في التزكية والتربية لكن نحن نبحث عن يعني قدوة كما قالت عائشة " كان خلقه القرآن " ونحسب شيخنا أنكم إن شاء الله بهذا المنهج الذي تسيرون عليه وتمثل أخلاق السلف حتى في ردودكم على الخصوم إن شاء الله تجسدون هذا الأصل.
الشيخ : لكن هذا بارك الله فيك مع تغاضي عن حسن ظنك بأخيك هذا قل من جل الذي تراه والمطلوب أكثر من ذلك بكثير وعلى كل حال المشكلة اليوم فقدان هؤلاء العلماء الذين يمثلون العلم عمليا على الأقل في مجتمعاتهم الصغيرة, لأنه الحقيقة العلم كالحصوة التي ترمى في بحيرة فلها دوائر تنتهي لكن بين حصوة بين حصوات فيه فرق كبير جدا لذلك المجتمع الإسلامي يتطلب المئات بل الألوف من العلماء الذين فهموا الكتاب والسنة فهما صحيحا وكل منهم كان له حظ وافر من العمل بما علم لأن الكمال لله عز وجل ولا يستطيع أي عالم أن يجعل علمه كله مطبقا عمليا هذا مستحيل يعني ولكن بعضهم يطبقون بعضا مما علموا وبعض آخر أيضا وهكذا ينتشر الهدي الصحيح بين الناس بانتشار العلماء على اختلاف علومهم واختصاصاتهم وتقواهم وصلاحهم والله المستعان.
مشهور : شيخنا.
الشيخ : نعم.
مشهور : النشأ الجديد بفضل الله عز وجل هذه الدعوة لها وجود طيب الآن في المساجد وبين فيهم من يجلس ومن يحظى في مجالسكم يجد من خلقكم وتواضعكم وتنبيهكم على يعني منهج التربية الشيء الكثير, لكن بلا شك هؤلاء الإخوة المبتدئون في هذه الدعوة لا يجدون محاضن تربوية وفي المقابل عندما تحصل عندهم التصفية وينمو جانب التصفية بلا شك أن هذا أمر جليل وعظيم لكن لما ينجد وينظر الإنسان لا سيما المحايد إن لم نقل العدو بعين الناقد والفاحص قد يجد أن هذه التصفية غلبت على التربية بشكل عجيب جدا عند بعض الإخوة فتجده في بعض المسائل لا يعطي حتى بعض العلماء الأقدمين قدرهم فيتكلم مثلا من الأمثلة التي كنت سمعتها ممن استفاد بمنهج التصفية ولم يعتن بالتربية وأنا أظن ان سبب ذلك البعد عن مجالسكم وعدم اللقيا بكم حتى تتكامل الصورتان وتتطابق مثلا يقول عن أبي حنيفة أبو حنفية مثلا! وما شابه ويعني تجد حقيقة أن الأمر لعله من أكثر العوائق بين الدعوة السلفية المباركة وبين عوام الناس هذه الرموز التي لم تتساو عندها التصفية مع التربية وغلبت التصفية وأخذت شوطا كبيرا ولعلها ويا للأسف في بعض الأحايين تكون النتائج يعني من غير التدليل عليها يعني النتيجة معينة في حكم شرعي معين في مسألة عقدية معينة فإن خاض معه الخصم أو المحايد بالشبه والأدلة فإنه لا يستطيع ردها وهذا يزيد الطين بلة كما يقولون فيا ليت نسمع من شيخنا توجيه لهؤلاء الإخوة جميعا لعله يوزع عليهم ويعني أن تضعوا النقاط على الحروف وهل ترون كيف تكون هذه المحاضن التربوية في المساجد من قبل الإخوة الذين أتاهم الله عز وجل شوطا من التجربة فضلا عن أنهم قطعوا شوطا من العلم واعذروني لطول كلامي وجزاكم الله فيكم.
الشيخ : حسنا بارك الله فيكم أنت تدندن حول نقطة جوهرية جدا لكن المشكلة بارك الله فيك أن شخصا أو بضعة أشخاص لا يستطيعون أن يقوموا بهذا الواجب فيجب كما ألمحت آنفا أن يكون هناك عشرات من طلاب العلم الأقوياء الذين قبل كل شيء حققوا معنى التصفية ثم التربية ثم ينقلون ذلك إلى المجتمع, يعني الآن إذا رجعنا إلى العهد النبوي كيف علا أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم على غيرهم بالعمل بالإسلام هل بالعلم لم يكن في أصحاب الرسول الذين كانوا يعدون الألوف المؤلفة لم يكن فيهم علماء إلا بالمئات لكن هؤلاء العلماء بهذا العدد القليل كان علمهم بطبيعة الحال مصفى لأنهم تلقوه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم كان علمهم مقرونا بالعمل فهم نقلوا العلم مقرونا بالعمل إلى الجماهير فكانت التصفية تأتي بطريقة أوتوماتيكية كما يقولون اليوم, فإذا يجب أن يكون عندنا في مثل هذا البلد مثلا كما كان في مدينة الرسول عليه السلام من العلماء الذين فهموا الإسلام فهما صحيحا لكن الفرق بيننا وبين أولئك, أولئك كانوا يتلقون الإسلام غضا طريا من فم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أما أحدنا اليوم فينبغي أن ينشغل بنفسه تعلما ثم مقرونا بالتربية عند من كان طلبه للعلم خالصا لوجه الله تبارك وتعالى, الآن لما تريد ويريد كل حريص معك على إرشاد الناس أن تظهر آثار التربية مقرونة بالتصفية من الذي يربي يا أخي؟! أنا وأنت الآن مشغولين بالتصفية ويقترن مع هذه التصفية شيء من التربية لمن يلوذ بنا من قريب أو من بعيد أما هذا المجتمع من الذي يعنى بتربيته؟ لا أنا ولا أنت لأننا نحن مشغولون بأنفسنا لكن يوم ينشأ هاالجتمع هذا على تربية جماعة من العلماء سينتقل التربية بطريقة كما يقولون وقلت آنفا بطريقة أوتوماتيكية يرى العامي الشيخ يصلي فيرى صلاته فيقتدي بها وهذا أيضا يلفت نظري إلى شيء أن الهمة لاتباع العلماء لأنهم يمثلون العلم الصحيح أيضا هذا غير موجود في هذا المجتمع ولذلك فهناك عوائق كثيرة وكثيرة جدا لا يستطيع أفراد قليلون جدا أن يتداركوها بأنفسهم فنسأل الله أن يقوينا بغيرنا من أهل الفقه والعلم والتربية الصحيحة إن شاء الله.
السائل : ...
الشيخ : ولضرورة لذلك بقى أنت ارفع الحمل عن رأسك.

مواضيع متعلقة