كلام على السلفية وموقفها من الجماعات الأخرى. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلام على السلفية وموقفها من الجماعات الأخرى.
A-
A=
A+
السائل : بعض القضايا تحتاج إلى أنا يعني أرى بأنها ينبغي أن تكون قواعد ومنها ننطلق إن شاء الله لدراسة الأمور الجزئية, هنالك يعني الذي نعرفه أن السلفية أو الدعوة السلفية ليست حزبا وليست تجمعا سياسيا وإنما أفهم السلفية منهج في فهم الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم بعيدا عن التعصب للأشخاص والآراء كما نعلم جميعا, فأود يا شيخ أن تدقق لنا في هذه القضية بالذات يعني تفهمنا في السلفية من حيث الدعوة إلى الله تبارك وتعالى من حيث بعدها عن الحزبية لأننا نرى اليوم يا شيخ ظواهر تشعر بالتحزب وهذا التحزب غير معلن عنه سياسيا معنى ذلك أنا ربما أخالف الإخوان المسلمين في أمور وأخالف جماعات في أمور ولكن هذا لا يحملني على الحقد على إخواني هؤلاء ولا يحملني على أن لا أذهب إليهم وأن لا أزورهم وأن أنقل الدعوة إليهم, فكثير من السلفيين إذا رأوا سلفيا يفهم السلفية فهما صحيحا دقيقا ويذهب إلى الجماعات ويدعوهم إلى الله تبارك وتعالى وقد تكون فيهم بدع وقد تكون فيهم خرافات لكن بالأخلاق وبالعلم وبالمعاملة الحسنة رأينا وجنينا هذه الثمار كثير منهم رجع إلى منهج السلف الصالح وتبناه فبودي يا شيخ جزك الله خير الجزاء أن تشرح لنا في هذه القضية والله يحسن إليك إن شاء الله وإلينا جميعا.
الشيخ : القضية في زعمي ما تحتاج إلى شرح أكثر مما ذكرت, لأن الدعوة السلفية كما قلت هي ليست حزبا بل نحن ننكر على بعض السلفيين الذين يتحزبون, لأن الحزبية ليست من الإسلام وإنما هي دعوة كما قلناها دائما وأبدا تتسع لكل الجماعات الإسلامية ولا يتسع لها جماعة من هذه الجماعات الإسلامية فهي الساحة الأوسع التي تلم ما تفرق من الجماعات الإسلامية تحت دائرة الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح ولعلك لا تعلم أننا نحن لما كنا في دمشق كنت مع الإخوان المسلمين كأني واحد منهم ولست منهم, أي كنت معهم مصاحبا لهم في رحلاتهم القريبة والبعيدة في سبيل نشر الدعوة الإسلامية, ولعلك تسمع آثار هذه الزيارات والمصاحبات مني لأولئك أن تعلم أن مثلا عصام عطار اللي هو كان دهرا ما رئيسا للإخوان المسلمين وهو تعلم الآن مقيم في ألمانيا فهو من إخواننا السلفيين الإخوانيين إذا صح التعبير, فهو إخواني وماشي على منهج الإخوان لكن تلقى الدعوة السلفية من حضوره لدروسي هناك في دمشق الشام كذلك مثلا زهير الشاويش وأشخاص كثيرون وكثيرون جدا من كبار الإخوان المسلمين مع أنني لا أتبنى منهج الإخوان المسلمين لأنه ليس منهجا سلفيا ولأنه قائم على أساس من التكتل دون التثقيف ونرى أن بعض الناس اليوم ينحون منحى هذه الدعوة أي يحاولون تكتيل الناس وتجميعهم قبل تثقيفهم نحن نقول دائما وأبدا أساس التكتل يجب أن يكون على التثقيف والتعليم وتبليغ الدعوة الإسلامية بأوسع دائرة ممكنة لأي داعية فليس الأصل هو تجميع الناس كما سمعنا هذا من كثير من الدعاة الإخوانيين ليس الأصل أن نجمعهم على كلمة لا إله إلا الله دون أن يفهموا معناها ودون أن يكونوا ناجين بفهمهم لمعناها الصحيح الذي لا بد أنك تعرف أولا أن هذه الشهادة تعني توحيد الله عز وجل بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات فأولئك مجرد يكون هناك مسلمون يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله هؤلاء نكتلهم ولو كانوا بالملايين المملينة وحينئذ ستصبح دعوتنا دعوة سياسية غير علمية إسلامية ولذلك فنحن مقتنعون تماما أن الدعوة تبدأ بالتعليم وليس بالتكتيل والتجميع على غير علم وعلى غير هدى وإذا كان الأمر كذلك فمن تمام هذا العلم الذي يتلقاه الذي يتبنى الإسلام كتابا وسنة ومنهجا سلفيا فلا شك ولا ريب حينذاك بأن هذا الإنسان لا يتحرج أن يتصل مع أي جماعة أخرى حتى ولو كانوا كفارا فكيف به لا يجتمع مع مسلمين يشاركونه في العقيدة ولو مجملا في كثير من العبادات والصلوات فأولى به وأولى أن يلتقي بهم وأن يبلغهم دعوة الله إليهم لكن هذا بارك الله فيك لا يمكن أن نتصوره في كل من يقول أنا سلفي لأنك تعلم بداهة أنه ليس كل من يقول أنا مسلم فهم الإسلام ولو هكذا إجمالا فمن باب أولى ليس كل من قال أنا سلفي أنه فهم السلفية بتمامها بكل وجوهها ثم هو يستطيع أن يطبقها عمليا, ولذلك قلت في أول ما قلت أنه لا مجال للكلام لأن الذي قلته هي دعوة الكتاب والسنة أن يدعو المسلم الناس القريبين منه فكرا والبعيدين عنه أيضا ولكن هذا ليس كل إنسان يستطيعه بل ليس كل إنسان يفهمه حتى يستطيعه ويطبقه عمليا ونحن نشاهد في العصر الحاضر يعني أمورا متناقضة جدا فكثير ممن يدعي السلفية هو لا يفهم القواعد السلفية ومبادئ السلفية وإن كان يفهمها أو يفهم كثيرا منها فهو يخالفها إلى غيرها فإذا هنا قضيتان لا تخفيان على أحد: العلم والعمل, فكما أن كل مسلم لا بد أن ينقصه العمل بشيء من جوانب الإسلام فكذلك العلم لا بد أن ينقصه شيء منه كما تعلم من قوله تعالى (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) ... وما بين هذا وهذا متفاوتون أشد التفاوت ولذلك فلا تستغربن أن تجد في بلادكم أو في بلاد أخرى من يقول أنا سلفي وقد يكون صادقا في قوله ولكن يفوته جوانب من الدعوة السلفية إما علما وإما تطبيقا ولذلك فلا نستطيع أن نتصور بأن زيدا من الناس هو يمثل الدعوة الإسلامية وحده هذا لا يمكن أن يقول به إنسان ولذلك فسؤالك في الواقع كان أمرا في اعتقادي غير مجهول عند العلماء العارفين بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح ولكن قد يكون في أفراد من هؤلاء من ليس عنده الصبر الطويل أو حسن الأسلوب في الدعوة ... مع بعض إخوانه فقد يفهم منه الآخرون أن هذه هي الدعوة السلفية في مفهومه والأمر ليس كذلك وأنا في اعتقادي لو أنك وجهت هذا السؤال إلى أي شخص عنده شيء من الثقافة الإسلامية الصحيحة سيجيبك بنحو ما سمعت الآن بأنه لا ينافي أن يكون المسلم سلفيا أن يخالط الآخرين وأن يدعوهم إلى الإسلام الذي يتبناه دينا ما أعتقد أن هذه مسألة من تلك المسائل التي أشرت إليها في أول كلامك أن هذا قد يأخذ برأي أو بفتوى لابن عمر وذاك يأخذ بفتوى عمر أبيه هذه مسألة ليست من هذا القبيل في اعتقادي وإذا كنت تعلم أن هناك من يشار إليه بالدعوة السلفية علما وعملا مع ذلك يرى أن يتقوقع على نفسه وألا يخالط الآخرين بدعوته فنحن نتعاون معك على تفهيمه.

مواضيع متعلقة