الفرق بين الانتماء إلى منهج السلف الصالح وإلى الجماعة وإلى سبيل المؤمنين وبين الانتماء إلى شخص أو جماعة أو حزب . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الفرق بين الانتماء إلى منهج السلف الصالح وإلى الجماعة وإلى سبيل المؤمنين وبين الانتماء إلى شخص أو جماعة أو حزب .
A-
A=
A+
الشيخ : ... تنتمي إلى منهج السلف الصالح على أولئك الذين نُنكر عليهم تحزُّبَهم ، وليس فعلًا بل وشهادةً منهم ؛ حزب التحرير حزب الإخوان المسلمين ، والكثير منهم يقرُّون التعدُّدية السياسية ، فنحن نقول : قياس مَن ينتمي إلى منهج السلف الصالح على هذه الجماعات هو من باب ما نقلْتُه لكم عن ابن حزم أنه كان يقول بناءً على مذهبه في إنكار القياس جملةً وتفصيلًا كأصل ، وإن كان يُخالف ذلك أحيانًا مما يضطرُّه إلى اللَّجأ إلى القياس الذي أنكره جملة وتفصيلًا ؛ بناءً على إنكاره هذا يقول حينما يناقش خصومه يقول لهم : " هذا قياس ، والقياس كلُّه باطل ، ولو كان منه حقٌّ لَكان هذا منه عين الباطل " ، نحن لا نقول بقولة ابن حزم في إنكار القياس مطلقًا ، لكنَّنا نأخذ من كلامه عبرة أن هناك أقيسة هي كما يقول ابن حزم : " لو كان هناك قياس لَكانَ هذا منه عين الباطل " ، وعلى سبيل المثال معروف في الفقه الحنفي أنَّ من تكلَّم في الصلاة ساهيًا بطلت صلاته ، قالوا قياسًا على المتعمِّد ، هنا يَرِدُ قول ابن حزم هذا قياس باطل ، قياس من لا يُؤاخذ على من يُؤاخذ ؛ هذا عين الباطل ، كما لو قيس قاتل الخطأ على قاتل العمد .

الخلاصة : لا يستويان مثلًا مَن ينتمي إلى منهج السلف الصالح على مَن ينتمي إلى شخص إلى جماعة . =

-- سائل آخر : السلام عليكم . الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... --

= المقصود كلُّ حزب على وجه الأرض لا ينتمي انتماءنا نحن حيث نحن ننتمي - كما قلنا آنفًا - إلى الأمة ، قال - تعالى - : (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ )) ، نحن ننتمي إلى هؤلاء هم السلف الصالح ، ننتمي إلى الجماعة التي جعلها الرسول - عليه السلام - علامةً فارقةً بين مَن يدَّعي اتباع الكتاب والسنة مجرَّد دعوة وبين مَن يؤكِّدها بانتمائه إلى العلامة الفارقة المميِّزة والناجية من الفرق الضَّالَّة ؛ حيث تعلمون قوله - عليه الصلاة والسلام - لما ذكر الحديث الصحيح وقال : ( وستفترق أمَّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلُّها في النار إلا واحدة ) . قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : ( هي الجماعة ) ؛ نحن ننتمي إلى هذه الجماعة ، فالأحزاب الأخرى ما ينتمون انتماءنا ، ولذلك يصح لي أن أقول :

" فحسبُكُمُ هذا التفاوت بيننا *** وكلُّ إناءٍ بما فيه ينضحُ "

نحن ننتمي إذًا إلى العصمة إلى الجماعة إلى سبيل المؤمنين التي - السبيل - التي جَعَلَها الله - عز وجل - بنصِّ القرآن الكريم أنَّ من خرج عن طريقهم أصلاه جهنَّم وساءت مصيرًا ، فقال - تعالى - : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) ؛ إذًا نحن ننتمي إلى الأمَّة ، إلى الجماعة الأولى ، إلى جماعة العصمة عن أن نذهبَ إلى فرقةٍ من الفرق الضالة ، ننتمي إلى سبيل المؤمنين التي مَن خالفها استحقَّ دخول النار بشهادة القرآن ؛ كيف يصح إذًا أن يُقال لنا : أنتم مثل هؤلاء الذين تنكرون عليهم تحزُّبَهم ؟ ليسوا سواءً !

فالآن أقول كلمة الفصل : كلُّ مسلم متَّفق معنا على ما كنَّا انتهينا في أثناء تحاوُرِنا ، ولا أقول في أثناء تناقشنا ، وإنما في أثناء تحاورنا ؛ انتهينا إلى أنَّ المسلم لا يستطيع إلا أن يقول : أنا على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ، أقول : كلُّ مَن عرفَ هذه الحقيقة فهو معنا أنَّ من تبرَّأ من هذا الانتماء فليس مسلمًا ؛ لأنه يُخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة ، وليس كذلك مَن قال : أنا لست إخونجي ، لست تحريري ، إلى آخره ؛ ليس يرد عليه مسؤولية إطلاقًا ، والسبب في ذلك أن هؤلاء ينتمون إلى شخص أو إلى أشخاص ، لكن هؤلاء الأشخاص لا يمثِّلون الجماعة السَّديدة التي ذُكرت في القرآن الكريم .

أظن بهذا يتم الجواب على قول مَن يقول : أنتم مثل الإخوان المسلمين !! لأني باختصار أقول : هذا الذي يقول هذا الكلام مش داير في باله هذا البيان إطلاقًا ، لكنَّنا لو جلسنا معه جلسة هادئة ولو كانت كجلستنا ونحن غير جالسين وإنما ... سائرين ؛ لو جلس معنا مثل هذه الجلسة لَتغيَّرت له الحقيقة ، ولَقال : حقيقةً هناك فرق واضح كالشمس في ربعة النهار بين مَن ينتمي إلى السلف الصالح وبين مَن ينتمي إلى غيرهم ، وختامًا أقول :

" فحسبُكُمُ هذا التفاوت بيننا *** وكلُّ إناءٍ بما فيه ينضحُ "

إن كان بقي في الجعبة شيء ، فأرجو أن تنضح ما فيها !

مواضيع متعلقة