ما هي البدعة الحقيقية والبدعة الإضافية .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هي البدعة الحقيقية والبدعة الإضافية .؟
A-
A=
A+
الشيخ : ذكرتني بكلمة الشاطبي البدعة الإضافية أن لعلم هذا الإنسان وفقهه في الإسلام أنه جاء بتقسيم علمي دقيق للبدعة أي البدعة الضلالة التي عمم الحكم عليها الرسول صلى الله عليه وسلم بالضلالة حينما كان يخطب ويقول: ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) قسم البدعة إلى قسمين بدعة حقيقية وبدعة إضافية وشرح المقصود من كل من القسمين فقال طبعًا ما معناه البدعة الحقيقية هل التي تكون مخالفة للكتاب والسنة أو لأحدهما مخالفة صريحة ويضرب على ذلك بعض الأمثلة من العقائد الباطلة كالجبرية مثلا والاعتزال والخروج مما لا أصل له في الكتاب والسنة إطلاقًا بأي وجه من الوجوه هذه هي البدعة الحقيقية أما البدعة الإضافية فهي التي إذا نظرت إليها من جانب وجدتها مشروعة وإذا نظرت إليها من جانب آخر وجدتها غير مشروعة فمن هذه الحيثية تختلف البدعة الإضافية عن البدعة الحقيقية وسأشرح هذا بعض الشرح لكن لابد من وقفة قصيرة مخالفة الشرع فيما نهى لا يقال هذا بدعة وإنما هذه معصية كثير من الناس يسمون مثلا السيناميات أو الملاهي المبتكرة الآن التي فيها الفسق والفجور إنه هذه بدعة هذه لا يجوز تسميتها بالبدعة وإنما هذه معاصي محرمة اللهم إلا بوجه بعيد عن موضوع البدعة الشرعية أنها لغوية أنها هذه السينامايات ما كانت موجودة لكن مو هذا هو المقصود من كلام من يقول أن هذه بدعة وبدعة ضلالة لذلك البدعة في الدين كلها مذمومة وهي على قسمين مذكورين آنفًا إما بدعة حقيقية لا أصل لها في الكتاب والسنة بل هي مخالفة لما في الكتاب والسنة كتلك الأمثلة التي سبق ذكرها وإما أن تكون بدعة إضافية قلنا إذا نظرت إليها من زاوية تجدها مشروعة إذا نظرت إليها من زاوية أخرى تجدها غير مشروعة فيتغلب غير المشروع على المشروع وأكثر البدع الموجودة اليوم في العالم الإسلامي هي من هذا النوع يضرب هو على ذلك بعض الأمثلة الواضحة جدًا منها مثلا الاستغفار دبر الصلاة الاستغفار دبر الصلاة ثابت في صحيح مسلم كان يستغفر الله ثلاثا إذا سلم يقول: هذه سنة لكن رفع الصوت بها ورفع الصوت جماعيًا فيها هذه بدعة فإذًا بالنظر إلى أن لهذا الاستغفار أصلا فهي سنة وبالنظر لما أضيف إلى هذه السنة من كيفية غير مشروعة صارت بدعة إضافية فدخلت في عموم الأحاديث المحذرة من البدع كذلك مثلا يضرب مثلا يعالج فيه أمرًا كان شائعًا في زمانه فيما يبدو وهو يروي على ذلك قصته حينما وظف إمامًا في مسجد قال: والناس اعتادوا أن الإمام بعد أن يسلم يلتفت إلى الناس ويلقنهم الذكر ثم يرفع يديه ويدعو وهم يؤمنون قال: فأنا حرت في أمري هل أشايع الناس وأخالف السنة أم أتبع السنة ولو عاداني الناس فهكذا فعل طبعًا قامت سهام النقد والتجريح والطعن فيه من كل ناحية وصوب فهو يقول: الدعاء بعد السلام له أصل في الشرع لكن الدعاء بهذه الكيفية جماعة والدعاء طويل عريض هذه إضافات ألحقت بأصل الدعاء فصارت بدعة غير مشروعة كما قلت آنفًا البدعة التي تمشي اليوم بين المسلمين وأسهل شيء عندهم أن يسموها بدعة حسنة شو مشكلتهم نظروا إلى الأصل نظروا زيادة على الأوامر سواء في المقدمة أو في المؤخرة بقلك يا أخي شو فيها الصلاة على الرسول الله أمر بالصلاة على الرسول الرسول قال: ( من صلى علي مرة واحدة صلى الله عليه بعشرة ) لكنهم يجهلون أن هذه إضافات ألحقت بهذه الناحية المشروعة فجعلت المشروع ضلالا وبدعة ولا يجوز التقرب بها إلى الله عز وجل هذا ما يقصده الشاطبي رحمه الله بالبدعة الإضافية .

السائل : لو أذنتم لنا إتمامًا للبحث فيرى بعض أهل العلم ممن أهل للاجتهاد وأصوله صحيحة أن هذه المسألة بدعة لأن مناط الحكم عنده معتبر وآخر من العلماء لا يراها لأن كذلك مناط الحكم عنده معتبر كتصحيح حديث أو تضعيف حديث إلى غير ذلك هل يمكن أن نسميها اصطلاحًا مثلا البدعة الاجتهادية ؟

الشيخ : وسبق أن ذكرنا أن الرجل إذا وقع في بدعة وهو من أهل العلم والفضل والاجتهاد فهو لا يلام على ذلك كما لو استحل محرمًا وهذا أمر أهم من قضية البدعة قد يقع العالم في استحلال ما حرم الله لكن باجتهاد دون قصد منه فهل نقول أن هذا الذي وقع فيه حلال لأنه صدر من مجتهد له آلية في الاجتهاد؟ نقول: لا الحرام حرام والحلال حلال لكن هذا مجتهد ولا ينكر عليه أنه أخطأ لأنه مأجور على كل حال لكن هذا لا يعني أننا نصوب حكمه ونطلق على حكمه أنه صواب وهو في الواقع خطأ كذلك تمامًا ولعله من باب أولى إذا وقع العالم المجتهد في بدعة وخالف في ذلك سنة دون أن يقصد تلك المخالفة أن نقول أنه وقع في البدعة ولكنه مأجور على ما صدره منه لأنه عن اجتهاد .

السائل : يمكن أن نقول بناء على كلامكم أن هناك ثلاث شروط بل هي شرط واحد لكن ممكن للتفصيل والتدريس أن يكون من أهل العلم وأهل الاجتهاد وأن يكون ذا أصول صحيحة .

الشيخ : هو لا يكون من أهل العلم إلا أن يكون كذلك.

السائل : وأن يكون مناط استشهاده مناطًا صحيحًا كذلك لا يكون من أهل الاجتهاد إلا أن يكون مناطه مناطًا صحيحًا .

الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله لا حول ولا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله لا حول ولا قوة إلا بالله

مواضيع متعلقة