طلب من الشيخ كلمة حول أشرطة عبدالرحيم الطحان وما فيها من الغلوا والعصبية . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
طلب من الشيخ كلمة حول أشرطة عبدالرحيم الطحان وما فيها من الغلوا والعصبية .
A-
A=
A+
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد شيخنا كثر الكلام في الآونة الأخيرة من كثير من إخواننا و خاصة منهم المقيمين في بعض دول الخليج و أخص منها قطر، حول أشرطة عبد الرحيم الطحان و هي الأشرطة التي انتشرت و ذاع خبرها و طال الكلام فيها و ما شابه ذلك فقد رأينا في الآونة الأخيرة كما ينقل إخواننا و قد سمعنا شيء من ذلك كثير من التهجم و الخوض في مسائل فيها نوع من الغلو بل ألوان من المذهبية المتعصبية أو روائح التصوف و ما شبه ذلك فحبذ لو أعطيتمونا كليمة متعلقة بها الموضوع حتى تكون ذات نفع إن شاء الله و فائدة وإنصاف كما عهدناك يا شيخنا و جزاكم الله خيرا .
الشيخ : أولا أنا كنت اليوم قبل المغرب لزيارة أو عيادة أخينا أبي مالك ففتح هذا الموضوع و علمت منه بأنه في صدد الكتابة بشيء ضد هذا الطحان و أنه قد توفر عنده مادة لابأس بها و لذلك فلا أرى من فائدة كبرى للتوسع في الكلام حول هذه القضية مادام أن أخانا أبا مالك قد كفانا مؤنة الخوض فيها و بخاصة أنه ليس من الميسر لي أن أجمع الآن أفكاري و أستحضر النقاط التي تؤخذ على هذا الإنسان، لكني أقول كلمة مجملة هو أن هذا الرجل كنت أتمنى أن يكون مخلصا فيما يقول و لو أنه كان في ذلك مخطئا فيما يقول لكن بدا لي مع الأسف بأنه ليس كذلك لأنه ينقل بعض النقول مبتورة عن ما قبلها و عن ما بعدها و يقدمها إلى الذين يعظهم أو يحاضرهم بحيث أنه يبدو لهم بأن الحق مع الشيخ لكن الحقيقة أن هناك في كثير من كلماته كثير من التضليل و التدليس حديث مثلا ( حياتي خير لكم و وفاتي خير لكم ) إلى آخره و خصني بالنقد حول هذا الحديث لأني ضعفته و يأخذ من تقريره هذا الحديث ما يناسبه موهما الحاضرين أن الكاتب المضعف الذي هو أنا جاهل بعلم الحديث و أنه هو الذي يطبق قواعد علم الحديث ، هذا الحديث في الواقع له ثلاثة طرق أصحها و هو ضعيف الطريق المرسل طريق عبد الله المزني عبد الله بن بكر .
السائل : بكر بن عبد الله .
الشيخ : بكر بن عبد الله المزني هذا تابعي و صح السند إلى هذا التايعي لهذا الحديث و لا شك أن الحديث المرسل هو من أقسام الأحاديث الضعيفة عند المحدثين و هو لا يتعرض لنفي هذا و لكنه يدّعي بأنه يتقوى الطريق الثاني أو الثانية و الطريق الثالثة، الطريقة الثانية مروية من طريق رجل اسمه عبد المجيد ابن أبي رواد بسنده عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم هنا يقف الرجل و يجول ويصول كعادته ليحسن من ترجمة هذا الراوي و هو عبد المجيد ابن أبي رواد ينقل كلمات العلماء فيه من موثق و من جارح جرحا قليلا فيقول إن هذا الحديث الذي رواه ابن أبي رواد بإسناده عن بن مسعود إن لم يكن حسنا لذاته فهو حسن بذاك المرسل و هنا يجول جولة الحق فيها معه لأنه يقول إن علماء الحديث يقولون إن الحديث الضعيف يتقوى بكثرة الطرق فهذا مرسل صحيح السند و هذا مسند عن ابن مسعود فيه ضعف يسير فهذا يقوي هذا ثم أضاف إلى ذلك الصريق الثالثة و هي من رواية أنس بن مالك يقول هذا وإن كان ضعيفا فيضم إلى ما سبق فيأخذ الحديث قوة لاشك فيها و أقل ما يقال في الحديث إنه حديث حسن و يقرأ لهم من بعض الكلام من كلامي الذي نقله من سلسلة الأحاديث الضعيفة لكنه لا يسرد الكلام كله إنما يقتطع منه ما يناسبه هناك أنا ذكرت أن حديث بن أبي روّاد هذا متكلم فيه من قبل حفظها و هو لا ينكر هذا لكنه حديث منكر لا يصح بالنسبة لما نعلم من قواعد الحديث أن ندعم به الحديث المرسل لأنه قد ثبت لدينا بمتابعة الرواة الذين شاركوه في رواية عن الشيخ و هو سفيان الثوري كل الثقات رووا عن سفيان الثوري بإسناده لا أذكره لعله عاصم بن كليب عن أبيه و هذا هو الله أعلم الإسناد عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ( إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ) هذا رواه الثقات عن سفيان بالسند الصحيح و هو صحيح تفرد عبد المجيد بن أبي رواد روى هذا الحديث مع الرواة الثقات ثم أضاف فقال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( حياتي خير لكم و مماتي خير لكم ) هنا يقال هذا شذ و خالف الثقات الذين اشتركوا معه في رواية الطرف الأول من الحديث ( إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ) فتفرده بزيادة حياتي خير لكم تعتبر هذه الزيادة إما شاذة إذا اعتبرنا بن أبي رواد ثقة و إما منكرة إذ إعتبرناه ضعيفا و أحسن أحواله أن يكون ثقة شذ عن جمهور الثقات فخالفهم و زاد عليهم برواية ( حياتي خير لكم ) فتكون هذه الزيادة شاذة هذه الناحية هو لا يتعرض لها و هي مذكورة بالتفصيل في الكتاب في السلسلة فيظهر أن هذا حديث مستقل و لم يروه الثقات عن سفيان بالجملة الأولى فقط و يقول فيستشهد به هنا فيه مانع من الاستشهاد ألا و هو الشذوذ أو النكارة و الأنكى من هذا و الأمّر أن حديث أنس الذي هو الطريق الثالث اقتصر على قوله بأنه ضعيف مه أنه فيه متهم بالوضع و الكذب ممكن سمعنا العلل الموجودة في سند أنس بن مالك .

مواضيع متعلقة