الكلام على الجزء الثاني من العبارة ؛ وهي قوله : ( وأن لا نعبُدَه إلا بما شرع ) ، وبيان الاختلاف الحاصل في : هل البدعة تنقسم إلى حسنة وقبيحة ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام على الجزء الثاني من العبارة ؛ وهي قوله : ( وأن لا نعبُدَه إلا بما شرع ) ، وبيان الاختلاف الحاصل في : هل البدعة تنقسم إلى حسنة وقبيحة ؟
A-
A=
A+
الشيخ : فأن لا نعبدَ الله إلا بما شرع هنا ينطوي تحتَه بحثٌ علميٌ خطير جدًّا طالَمَا اختلف فيها المتأخرون ، ولم ينجُ من الاختلاف المَمْقوت منهم إلا الأقلُّون ؛ أعني بذلك اختلافَهم في : هل يوجد في الإسلام بدعة حسنة أم لا ؟

جماهير المتأخِّرين - مع الأسف الشديد - يذهبون قولًا وأصلًا واعتقادًا إلى أن هناك في الإسلام بدعة حسنة ، ويُقابلهم مَن أشرنا إليهم أَلَا وهم الأقلون الذين يقولون بما قال به الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في الأحاديث الكثيرة ، والتي منها ما سمعْتُموه في مطلع كلمتنا هذه الليلة ، وهي التي تتردَّد دائمًا في خطبة الحاجة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلِّمها أصحابه ، نفتتح عادةً خطبَنا وكلماتنا بهذه الخطبة ، ثم نُتبِعُها بما كان الرسول - عليه السلام - يُتبِعُ خطبة الحاجة في خطب الجمعة ؛ حيث كان - عليه الصلاة والسلام - يقول في خطبة الجمعة : ( أما بعد ؛ فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمَّد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) .

فقد كان الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - يكرِّر هذه الجملة الجامعة : ( كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) لِكَي تتركَّز في الأذهان ، الأقلون قد اهتدوا بهدي الله - تبارك وتعالى - فتمسَّكوا بكلام الرسول - عليه السلام - على عمومه وشموله ؛ فقالوا كما قال هو - عليه السلام - : ( كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) .

مواضيع متعلقة