لماذا أطلق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن صلاة التراويح جماعة أنها بدعة وحسَّنَها ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
لماذا أطلق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن صلاة التراويح جماعة أنها بدعة وحسَّنَها ؟
A-
A=
A+
الشيخ : لكن نعرف بالاستقراء والمتابعة أنَّ هنا يرد سؤال تقليدي كما يقولون ؛ إذا كان عمر لا يعني هذا المعنى المنحرف أن صلاة القيام في رمضان جماعةً وراء إمام واحد لا يعني أنها بدعة محدثة بعد الرسول - عليه السلام - لما ذكرنا من فعله وقوله ؛ إذًا لماذا أطلق على هذه الصلاة أنها بدعة وحسَّنها ؟!

نقول : ذلك لأن هذه الصلاة تُركت مدة خلافة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - ، وهي كما تعلمون نحو سنتين ونصف ، ثم شطرًا من خلافة عمر الله أعلم بمقداره حتَّى ألهَمَه الله - تبارك وتعالى - بإحياء هذه السنة ، فلسبب انقطاع العمل بهذه السنَّة لظروف كانت أحاطت بخلافة عمر ، من أهمِّها - كما تعلمون - حروب الردة وتجهيز جيش أسامة ، ونحو ذلك من الأمور الهامة التي حرصَ عليها أبو بكر أن يقدِّمَها على كل شيء في سبيل تمكين القاعدة المتينة للدولة المسلمة ، ثم جاء عمر ومضى عليه ما مضى ، وهذه الصلاة تُصلى كما ذكرنا دون هذا الإمام ، ثم فَتَحَ الله عليه وألهمه أن يجمعهم ، فبسبب هذه الفجوة وهذا التَّرك للعمل بهذه السنة سمَّاها بدعة ؛ أي : بدعة لغةً ، أي : إنها حدثت بعد ذلك الترك .

أقول : هذا المعنى وهذا التفسير كله أوَّلًا ليس منِّي ، وإنما من كبار العلماء ، وأنا تابع لهم في هذا وليس تقليدًا ، وإنما اتباعًا على بصيرة ؛ لأنه لا يستطيع أحد أبدًا أن يجهِّلَ عمر فيظنَّ فيه أنه يعتقد أن الصلاة جماعة في قيام رمضان بدعة حدثَتْ بعد الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - . إذًا أبطَلْنا الاستدلال بهذا الأثر على أن هناك بدعة حسنة في الدين كما بيَّنَّا السبب الذي من أجله قال عمر - رضي الله عنه - : " نعمَتِ البدعة هذه " .

مواضيع متعلقة