ما حكم قول من يقول : إن عدم الخروج على الحاكم الفاسق يعتبر خروجاً على إجماع الأمة ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم قول من يقول : إن عدم الخروج على الحاكم الفاسق يعتبر خروجاً على إجماع الأمة ؟
A-
A=
A+
السائل : الخروج على إجماع الأمة على ذلك عدم الخروج على الحاكم الفاسق إجماع بذلك
الشيخ : الخروج عن الحاكم الفاسق ؟
السائل : عدم الخروج عن الحاكم الفاسق
الشيخ : ما تآخذني أنا بدي صارحك يعني
السائل : الله يبارك فيك أنا أنقل كلامه يبارك فيك فقط
الشيخ : جزاك الله خير وهذا أهون عليّ يا أخي حديثنا السابق عن الرسول يكفينا هو مقيد أن الخروج لا يجوز إلا بشرط الكفر الصريح فشو معنى حينئذ الفاسق يجوز الخروج وإلا لا ؟ شو معنى إجماع وإلا ما فيه إجماع بقلك ما فيه إجماع طيب أي مسألة فيها إجماع والله يقول وأنت بتقول عن الرجل طالب علم فهو يقرأ معنا قوله تبارك و تعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )) طيب اختلف العلماء في مئات الألوف من المسائل هل نخلص من المشكلة أنه فيها إجماع وإلا ما فيها إجماع فإذا كان الجواب مافي إجماع خلصنا وإلا لجأنا إلى قوله تعالى
السائل : قوله تعالى
الشيخ : إذا لماذا يطرح هذا السؤال ذاك السائل لماذا يطرح ما دام هو أمام الحديث ( ما لم تروا كفرا بواحا ) أنا ما بيهمني كثيرا فهم المسألة من جهة الإجماع لأن الإجماع فيه أقاويل كثيرة وكثيرة جدا ما هو الإجماع الذي تقوم به الحجة هل هو إجماع الأمة بكل طبقاتها من علماء من طلاب علم من عامة المسلمين أم الإجماع هو إجماع خاصة المسلمين وعلمائهم أم أم إلى آخره هو إجماع أهل المدينة وإلا إجماع أهل الكوفة وإلا إلى آخره الله عز وجل يقول (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) أنا أعتقد أن طالب العلم الذي يتساءل في أي مسألة عليها إجماع أم لا ؟ هذا ما قنع بدلالة الآية المذكورة آنفا (( و يتبع غير سبيل المؤمنين )) لأني أنا سأعكس السؤال وأجعله على الصورة التالية فأنا أتساءل وأقول هل من سبيل المؤمنين أن رجلا نصب نفسه بقوة السلاح حاكما على المسلمين هل يجوز الخروج على هذا الخارج والذي نصب نفسه حاكما على المسلمين ؟ الذي نعرفه في كل هذه القرون أن العلماء يفتون بلا . لا يجوز لماذا ؟ للمحافظة على دماء المسلمين من الفريقين الذين مع الخارج والذين يريدون أن يخرجوا على هذا الخارج فسبيل المؤمنين هو عدم الخروج للمحافظة على دماء المسلمين ثم أعود إلى نفس السؤال السابق أنه إذا كان الخروج على الحاكم الفاسق برأي أهل الحل والعقد يتطلب إراقة قليل من الدماء كيف ينضبط هذا القليل وهل هذه من الأمور المادية التي يمكن للإنسان أنه يقننها وإلا هذه أمور فوضوية محضة لا إذا فتح باب القتال بين فريقين ما تعرف منتهى هذا القتال إلى أين ؟ لذلك فالمسألة أولا فيها مخالفة للنص الصريح للحديث السابق ذكره ( ما لم تروا كفرا بواحا ) وثانيا لا يمكن ضبط المفسدة القليلة حينما يثار القتال بين طائفتين من المسلمين
أبو مالك : هنا يا شيخنا يرد شيء
الشيخ : تفضل .
أبو مالك : يقسمون الخروج للثورة إلى قسمين فيقولون ثورة بيضاء وثورة حمراء , فالثورة البيضاء التي لا تراق فيها الدماء والثورة الحمراء التي تسفك فيها الدماء وكأن القياس هذا قياس منضبط في كل مكان وفي كل زمان ثم لنا من الواقع عندما خالفنا عن الفقه الصحيح في هذه المسألة بالذات لنا من الواقع ما يؤسف الذي يؤسف جدا جدا أنه أن الخروج لا يحدث الآن على من يخرج على الحاكم وإنما الذين خرجوا على الحكام صار كل منهم يريد الخروج على الآخر ولا أدل على ذلك من الواقع الذي يعيشه الأفغانيون الآن كل يوم تسفك مئات بل ألوف من الأرواح تزهق ودماء تسال على أرض الأفغان ثم شيء آخر هذا سوء الفهم أدى أيضا إلى أن توجد في نفوس هؤلاء الخارجين بعضهم على بعض أن يوجد حب السيطرة وحب التملك والاستيلاء على الكرسي أن الضعيف منهم أو القوي إذا أراد أن يستنصر على أخيه لا يستنصر إلا بمن هو خارج على الملة لا على الحاكم الكافر فقط كما هو أيضا واقع في أفغانستان هذه الصور مأساوية رهيبة ولذلك جواب شيخنا جزاه الله خيرا في هذه المسألة نعتقد أنه هو الفصل في هذا وجزاه الله خيرا
الشيخ : أنا أرى من تمام نصح ذلك الشخص الذي أشرت إليه أن يعلم أو على الأقل أن يذكر إن كان قد علم من قبل أن الإصلاح اليوم لا يبدأ بالثورة وبالخروج على الحاكم الكافر فضلا بالخروج عن الحاكم الفاسق وإنما الإصلاح يبدأ كما نقول نحن دائما وأبدا من عشرات السنين بالتصفية والتربية فإن كان الرجل معنا في هذا المنهج فيذكر بهذا ويكفي وإن كان ليس معنا فينبغي أن يعلم وأن نفهم منه كيف يريد وبمن يريد أن يخرج معه أكثر المسلمين جهلة وأكثر المسلمين الذين يعلمون بعض الأحكام الشرعية هم يخالفونها فنساؤهم كاسيات عاريات معاملاتهم مخالفة لأحكام الشريعة في كثير من نواحيها إلى آخره ونحن جميعا نعتقد بأن نصر الله لعباده المؤمنين مشروط بكلمة واحدة (( إن تنصروا الله ينصركم )) ونصر الله إنما يكون أولا بالعلم ثانيا بالعمل والعلم اليوم كما تعلمون جميعا فيه انحراف كبير جدا عن العلم الذي كان عليه السلف الصالح ولذلك ففي الحديث الذي تعرفونه الذي مطلعه ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ... ) إلى آخره ( ... سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) الدين اليوم له مفاهيم عديدة جدا وليس فقط في الفروع بل وكما يقولون في الأصول ليس فقط في الأحكام بل وفي العقائد فأنتم تعرفون اليوم أن أكثر المسلمين إما أشاعرة أو ماتريديية أبهؤلاء ينتصر الإسلام ؟ إذًا لابد من التصفية والتربية فسلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم أي بالمفهوم الصحيح فإذًا يجب أن نبدأ بتفهيم الناس هذا الإسلام بالمفهوم الصحيح وتربيتهم على ذلك ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله أما غير هذا السبيل ما يمكن أبدا أن يعود إلى المسلمين عزهم ومجدهم
السائل : شيخ أحسن الله إليك
الشيخ : وإليك
السائل : هو في بداية كلامه بين أن هذا الأمر لا يأتي بخير على هذه الأمة ولكن إن توفر ذلك الأمر فلا بأس إن توفر هذا الأمر
الشيخ : هل يتوفر ؟
السائل : قال إذا توفر هذا الأمر وهذا بعيد جدا أن يقول
الشيخ : ما ينبغي إيش الفائدة من بحث يكون ختامه أنه بعيد
السائل : قالها كلمة ثم أصبح ما أصبح على هذا الرجل من التشنيع وكلام وهجر وما إلى ذلك وإنما قال هذا الأمر لا يأتي بخير ولكن إذا توفرت هذه الشروط عدم المفسدة وأهل حل وعقد وما إلى ذلك يقول فلا بأس بذلك ولكن هذا لا يتوفر ثم أخذ يشنع به ويتكلم عليه من هذا الباب
الشيخ : على كل حال يا أخي يجب أن ينصح الرجل يكفينا ما فينا يجب أن نبحث الأمور الواقعية ونعالجها ونعلم الناس إياها ونربي أنفسنا عليها أما الأمور هذه النظرية والخيالية ما يجوز إثارتها بيكفي بيكفي النتيجة هي شو هي النتيجة أن الرجل قوطع إذا هو سببه أنه أثار هذه المشكلة
أبو مالك : سببه الجهل اللي لابد من معالجته حتى يعني تأييدا لكلام شيخنا حفظه الله الأحكام الشرعية حين كانت تنزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي ما كانت تنزل لتعالج أشياء مستقبلية غير منظورة وغير واقعية وإنما كانت تعالج الأشياء الواقعية ولذلك الرسول عليه الصلاة والسلام في كثير من السؤالات كان يتوقف ولا يجيب حتى يأتيه الوحي وهذه يعني وقائع مش واقعة واحدة وقائع كثيرة فمن هنا يعني حتى أسلوب الدعوة الإسلامية الصحيح يجب أن يعتمد هذه الطريقة ولا يخالف عنها إطلاقا فعندما نقول مثل ما ذكر شيخنا أيضا إنه كان العالم إذا سئل في مسألة فيقول هل وقعت فإذا وقعت أجاب وإلا قال انتظروا حتى تقع وهذا هو الصحيح والسليم ومن هنا يعني إخوانا في كل أنحاء العالم الإسلامي أنا أقول يعانون من فراغ كبير هذا الفراغ هو الذي أوقعهم في تخيل الأشياء قبل وقوعها وبناء بعض الأحكام والتصورات على تخيل هذه الأشياء يتصور الشيء أنه وقع ثم يصدر حكمه في الواقع يعني آخر ما ... الآن أخي سليمان أظن يطلعنا على مسألة يقول إنه الشيخ الغزالي في هذا محمد الغزالي يقول أفتى بأنه لا يجوز زيارة المسجد الأقصى الآن لماذا ؟ لأنه يعتبر تأييدا لدولة اليهود يعتبر تأييد لدولة اليهود شوف التناقض الآن يعني بين الفتيا وبين الواقع الذي يعيشه العالم الإسلامي كله المسلمون هناك في فلسطين وفي كل أرض من أرض الإسلام يقولون بأن المسجد الأقصى هو أول القبلتين وثالث الحرمين وأنه يزار كما يزار المسجد النبوي والمسجد الحرام فما الذي يحمله على أن يفتي بهذه الفتيا ما الذي يحمله على ذلك أن أقول بأنه هذه الفتيا معكوسة تماما وعندما شيخنا يعني أصدر فتياه في قضية الهجرة المقيدة بتقييدات كثيرة جدا وأن الهجرة ينبغي أن تكون في داخل أرض فلسطين ثم إذا لم تسع الإنسان المسلم أرض فلسطين ليقيم شريعة الله عز وجل ويتمكن من إحياء دينه يخرج إلى خارج أرض فلسطين قامت الدنيا ولم تقعد الآن ماذا يقول المسلمون الآن في هذه الفتيا فتيا محمد الغزالي أيها أخطر أن يخرج مسلم يهاض جناحه في دينه أم أن يمتنع المسلمون عن زيارة المسجد الأقصى الذي شرع الله زيارته على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد ) يقول عجيب تأييد دولة اليهود زيارة الأقصى فيها تأييد ومن الذي يزور الأقصى إلا من يتمكن أن يدخل إلى أرض فلسطين وليس كل مسلم يستطيع أن يدخل إلى أرض فلسطين أهل فلسطين الذين هاجروا منها وخرجوا ثمانية وأربعين وسبعة وستين لا يستطيعون الآن أن يدخلوا أرض فلسطين إلا بالحصول على إذن من السلطات اليهودية إذا أين التأييد لليهود في هذه الفتيا التي إذا زار المسلم فيها يكون مؤيدا لليهود هذه مصيبة
الشيخ : الله المستعان الله المستعان

مواضيع متعلقة