كلمة حول علاقة البدع الإضافية بعمومات النصوص . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلمة حول علاقة البدع الإضافية بعمومات النصوص .
A-
A=
A+
الشيخ : بعد هذه الكلمة الموجزة أقول حقيقة لقد بدا لي في هذه السنين الطويلة وأنا أدرس الكتاب والسنة وما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم بصورة عامة وأدرس قواعد أو أصول علم البدع من ناحية ثانية فقد بدا لي أن البدع في الغالب وهي التي يسميها الإمام الشاطبي بالبدع الإضافية فلا يخلوا بدعة منها أن يكون لها أصل عام في الكتاب أو في السنة وأن مأخذ المبتدعة سواء كانوا من العلماء الذين اجتهدوا وذهبوا إلى تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وسيئة أو قسموها إلى الأقسام خمسة التي يدور عليها الأحكام الخمسة أو كانوا من طلاب العلم أو من عامة المسلمين كل هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء لا يعدمون أن يحتجوا على بدعتهم بنص عام ثم يكون موقف أمثالنا من اتباع السلف الصالح أن يقولوا ولو بجملة مختصرة وقد يحتاجون إلى تفصيلها وبيانها بيانًا شافيًا أن نقول لو كان خيرًا لسبقونا إليه أو وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف فحينما يحتجون على بدعتهم إنما يحتجون بنص عام وما للبدعة من القسم الذي نقلت آنفًا عن الإمام الشاطبي أنه يسميه بالبدعة الإضافية إلا ويجدون على ذلك نصًا عامًا وليس لنا حجة إلا أن السلف الصالح لم يعملوا بهذا الجزء مما يشمله ذلك النص العام ونحن نحمد الله عز وجل أنه لا يزال هناك كثير من السنن التي جرى عليها السلف الصالح اتباعًا لما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يزال الناس حتى أولائك الذين يعملون بالعشرات بل بالمئات من البدع لم يبتدعوا في تلك السنن بدعًا إضافية ولذلك فليس الآن كلامي مع هؤلاء المبتدعة لأن كلامي إنما يتوجه إلى الذين هم معنا في عموم قوله عليه الصلاة والسلام ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أما الكلام مع أولائك فبحثه طويل وطويل جدًا فأنا وجدت أن كثيرًا مما يفعله بعض أهل السنة وأهل الحديث من الأمور التعبدية إنما ينطلقون للعمل بها بنصوص عامة ويكتفون في الاستدلال بها على ذلك ولا يجدون لهم مأخذًا إلا مأخذ أهل البدع الذين نحن نتفق معهم على الإنكار عليهم وكما يقال إن أنسى فلن أنسى كنت قرأت مقالا في مجلة السلفية الجامعة السلفية التي في الهند نعم لأحد علماء الحديث هناك يذهب في هذا المقال إلى جواز الدعاء بعد الصلاة جماعة ويأتي باستدلال على ما ذهب إليه بما نحن في صدده الآن من الاستدلال بالعمومات ونحن نعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما يذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وابن قيم الجوزية وكل من سار على دربهم أن الاجتماع على الدعاء بل الاجتماع على الذكر عقب الصلاة بل وفي غير الصلاة إنما هي من محدثات الأمور فوجدت هذا العالم الفاضل وهو من أهل الحديث ينزع منزع أولائك المبتدعة الذين يحتجون بالعمومات في شيء لم ينقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقلت هناك ما من السنن ما لا يزال الناس الحمد لله يعملون بها ولما يلحقوا بها بدعة إضافية فأضرب الآن مثلا هناك مسألة خلافية هل يرفع يديه الذي يقنت في قنوت الوتر أم لا مع أنه قد ثبت في الجملة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد رفع يديه في قنوت الوتر حينما دعا على الذين قتلوا السبعين من القراء في صلاة الفجر وكما يقول أنس ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجد على قوم كما وجد على أولائك قنوت الوتر قلت من قبل أما هذا ليس في قنوت الوتر لأني أنا قلت فدعا عليهم في صلاة الفجر أي نعم وكان يرفع يديه على الرغم من هذا يعطينا مفتاح تجويز رفع اليدين في قنوت النازلة الآن لكننا نجد أيضًا هناك بعض الآثار عن عمر الخطاب وغيره أنهم كانوا يرفعون أيديهم في قنوت الوتر الوتر مع هذا قيل وقيل يشرع أو لا يشرع ندع هذا جانبًا هناك مواطن في الصلاة يشرع فيها السجود وبخاصة عفوًا يشرع فيها الدعاء وبخاصة قوله عليه السلام حينما ذكر التشهد ( ثم ليتخير من الدعاء ما شاء ) وهناك الحديث الذي يرويه الشيخان أو أحدهما من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا جلس أحدكم في التشهد الأخير فليستعذ بالله من أربعة ) فإذا بدأ المصلي ينفذ هذا الأمر النبوي يستعيذ بالله من أربع ثم يتخير من الدعاء ما شاء وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم أنه كان يقول ( اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ) إلى آخره ترى لو أن محدثًا الآن أحدث رفع اليدين في هذا الدعاء وهذا مثال مثال من عشرات الأمثلة التي لا تزال السنة على ما كانت عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد السلف الصالح لم يضف إليها شيء من المحدثات هذا كمثال لو أن رجلا رفع يديه في هذا الدعاء هذا الدعاء الذي هو مشروع كما ذكرنا ترى ألا يجد نصوصًا عامة تساعده على رفع اليدين لا شك ولا ريب وذلك معروف عند طلاب العلم كمثل قوله عليه الصلاة والسلام ( إن الله عز وجل لا يستحيي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما خائبتين ) لا شك أنّا لا أقول فقط أهل السنة والجماعة في التعبير القديم والسلفيين في التعبير الجديد هم معنا بأن رفع اليدين هاهنا ليس من السنة في شيء بل هي البدعة بعينها لا أقول أن هؤلاء فقط سيكونون معنا بل حتى أهل البدعة لأنهم والحمد لله إلى الآن لم ينتبهوا لدخول هذا الفرع بذاك النص العام فلو أن مبتدعًا أراد أن يعاندنا كما يعاندنا كثير من شبابنا اليوم الشيخ صحح نحن نضعف حسن هذا أقرب إلى التضعيف إلى آخره لو أراد أهل البدعة أو أحدهم على الأقل أن يعاندنا ويقول كما يقولون في كل بدعة إضافية هذه يا أخي شو فيها رفع اليدين الرسول قال كذا وكذا بماذا نرد عليهم ليس عندنا أبدًا إلا ما سبق بيانه مقدمة لمثل هذا الكلام هذا نص عام على الرأس والعين لكن الذي نطق به هل طبقه في هذا الجزء بخصوصه الجواب لا إذًا " وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف " كما قلت آنفًا هنا يدخل جزئيات كثيرة وكثيرة جدًا لا يهمنا الجزئيات التي نحن هنا نتفق والحمد لله جميعًا معشر السلف على إنكارها سواء كانت في الأذان أو في الصلاة أو في الصيام أو في الحج أو في العمرة إلى آخره ولعلكم تذكرون أنه قد يسر لي لأن بعض البدع في مناسك الحج والعمرة مثلا وطبعت ووضعت وانتفع من شاء الله الانتفاع به .

مواضيع متعلقة