تعليق الشيخ الألباني على قول شيخ الإسلام ( أن لا يعبد الله إلا بما شرع ). - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تعليق الشيخ الألباني على قول شيخ الإسلام ( أن لا يعبد الله إلا بما شرع ).
A-
A=
A+
الشيخ : إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله (( يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس إتقوا الله الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و إتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار .
لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله جملة جامعة لأصل الإسلام و هذه الجملة مستنبطة أصالة من الشهادة التي هي الركن الأول من الإسلام حيث قال ابن تيمية رحمه الله الإسلام أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا هذا قسم و القسم الثاني أن لا نعبده إلا بما شرع لنا فالإسلام اجتمع في هاتين الكلمتين أن نعبده تبارك و تعالى وحده لا شريك له و أن لا نعبده إلا بما شرع هذا من تمام التوحيد و هذا اصطلاح علمي دقيق شيخ الإسلام ابن تيمية فإن المشهور أن التوحيد إنما هو ذو أقسام ثلاثة توحيد الربوبية و توحيد الإلهية أو العبادة و توحيد الصفات فجاء ابن تيمية بهذا التعبير الوجيز " أن لا نعبد إلا الله و لا نعبده إلا بما شرع " فأن لا نعبد الله إلا بما شرع هنا ينطوي تحته بحث علمي خطير جدا طالما اختلف فيها المتأخرون و لم ينجوا من الاختلاف الممقوت منهم إلا الأقلون أعني بذلك اختلافهم في هل يوجد في الإسلام بدعة حسنة أم لا فجماهير المتأخرين مع الأسف الشديد يذهبون قولا و أصلا و اعتقادا إلى أن هناك في الإسلام بدعة حسنة و يقابلهم من أشرنا إليهم ألا و هم الأقلون الذين يقولون بما قال به الرسول صلى الله عليه و آله و سلم في الأحاديث الكثيرة و التي منها ما سمعتموه في مطلع كلمتنا هذه الليلة وهي التي تتردد دائما في خطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه نفتتح عادة خطبنا و كلماتنا بهذه الخطبة ثم نتبعها بما كان الرسول عليه الصلاة و السلام يتبع خطبة الحاجة في خطب الجمعة حيث كان عليه الصلاة و السلام يقول في خطبة الجمعة أما بعد فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار فقد كان الرسول صلوات الله و سلامه عليه يكرر هذه الجملة الجامعة كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار لكي تتركز في الأذهان الأقلون قد اهتدوا بهدي الله تبارك و تعالى فتمسكوا بكلام الرسول عليه السلام على عمومه و شموله فقالوا كما قال هو عليه السلام ( كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ) لكن الشيء المهم الذي ينبغي أن نلاحظه هو أنه يوجد في هؤلاء الأقلون على سبيل الحكاية كثير ممن يقع في الابتداع في الدين و ما ذلك إلا لأنه لم يضبط قاعدة البدعة و هو يقول في نفسه كل بدعة ضلالة كما قال الرسول عليه السلام لأنه من الفريق القليل الذين اهتدوا بأحاديث الرسول عليه السلام التي أطلقت الضلالة على كل بدعة و لكن لكي لا يقع هؤلاء الأقلون في البدعة التي يفرون منها ... من القاعدة العامة كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار يجب أن يتقنوا بحث البدعة ليميزوها بينما يدخل في عموم النص فلا يعملون به لأن قوله كل بدعة ضلالة شمل و إن كان هذا الذي دخل في النص العام له أصل في الشريعة يشتبه الأمر على كثير من الناس حينما يرونا بعض النصوص الحاضة على بعض الأعمال الصالحة فيأخذون بعمومها و لا يلاحظون أن بعض هذا العموم يشمله ذلك النص العام ( كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ) فالتفريق بين هذا الشمول و هو قوله عليه السلام كل بدعة ضلالة و بين الشمول في نصوص أخرى حيث تأمر ببعض العبادات أو تحض على بعض العبادات حضا عاما هنا يقع كثير من الخلط و اللبس على بعض الناس و أنا قبل أن أذكر ما عندي من علم في هذا الصدد أريد أن أنصحكم بصفتكم مثلي طلابا للعلم أن تدرس لهذه المسألة فقط و لتتفهموها فهما صحيحا و لتكونوا على ما كان عليه السلف الصالح من الابتعاد عن الابتداع في الدين و لو كان هذا الابتداع في الدين مستندا إلى نص عام من أحاديث الرسول عليه الصلاة و السلام لكي لا تقعوا في الابتداع في الدين أنصح بأن تقرؤوا كتابا هو أعظم كتابا عرفته في هذا الموضوع إلا و هو الاعتصام للإمام الشاطبي رحمه الله فهذا كتاب مختص في هذا الموضوع لا مثل له فيما علمت و كل من جاء بعده إنما هو عالة عليه و إنما هو يستقي منه و إلا فصل خاص يجب أيضا أن تقرؤوه لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه العظيم اقتضاء صراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ففي هذا الكتاب طرق شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الموضوع الهام الخطير فانتهى من حيث الجملة إلى ما يدل عليه الحديث السّابق و ما في معناه ( كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ) و لكنه نظر إلى المسألة من زاوية أخرى و هي أنه قد تحدث بعض الأمور و يرى أهل العلم أنها أمور مشروعة و مع ذلك فهي لم تكن في عهد الرسول عليه الصلاة و السلام فكيف لم يطبق عليها القاعدة كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار بينما حدثت محدثات كثيرة و كثيرة جدا فاعتبرها أهل العلم و التحقيق كالشاطبي و ابن تيمية و غيرهما بالمحدثات فما هو الفصل ماهو الحكم الفصل بين ما يحدث و يكون مشروعا و بين ما يحدث و لا يكون مشروعا هذا ما فصل القول فيه الإمام الشاطبي في الكتاب السابق الاعتصام و جمعه و أوجز الكلام فيه شيخ الإسلام في الكتاب المذكور آنفا فأنا أوجز لكم القول لا أريد بطبيعة الحال أن أذكركم بالنصوص التي تؤكد هذه القاعدة الإسلامية العظيمة كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار لأنني أعتقد أنكم على علم بذلك كما أظن و أرجوا و لكن أريد في الواقع أن أبين لكم أمرين اثنين لتتحققوا من معنى هذا الحديث الصحيحة ( كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ) فلا تقعون في إفراط و لا في تفريط لأن بعض الناس لجهلهم بما سيأتي ذكره عن الشيخين يحدث محدثات و يتمسك بها لأنها دخلت في نصوص عامة و ناس أخرون ينكرون أمورا حدثت بحجة أنها حدثت و هي ليست بالمحدثات من الأمور هذا التفصيل الدقيق نحن جميعا بحاجة إليه يقول شيخ الإسلام رحمه الله في كتاب السابق الذكر ... .

مواضيع متعلقة