من هو المبتدع ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
من هو المبتدع ؟
A-
A=
A+
الشيخ : لما ذكرت آنفًا من أن وقوع العالم في البدعة لا يعني أنه مبتدع وأن وقوع العالم في ارتكاب المحرم أي في القول بإباحة ما هو محرم طبعًا اجتهادا منه هنا وهناك لا يعني أنه ارتكب محرمًا فأقول أثر أبي هريرة هذا الذي ينص على أنه كان يقوم يوم الجمعة قبل الصلاة يعظ الناس ويذكرهم يصلح أن يكون مثالا صالحًا لكون البدعة قد تكون تقع من رجل عالم وليس مع ذلك هو مبتدعًا وقبل الخوض في تمام الجواب أقول المبتدع هو أولا الذي من عادته الابتداع في الدين وليس الذي يبتدع بدعة واحدة ولو كان هو فعلا ليس عن اجتهاد وإنما عن هوى مع ذلك هذا لا يسمى مبتدعا وأوضح مثال لتقريب هذا المثال أن الحاكم الظالم قد يعدل في بعض أحكامه فلا يقال فيه عادل كما أن العادل قد يظلم في بعض أحكامه فلا يقال فيه ظالم وهذا يؤكد القاعدة الإسلامية الفقهية أن الإنسان بما يغلب عليه من خير أو شر إذا عرفنا هذه الحقيقة عرفنا من هو المبتدع فيشترط إذًا في المبتدع شرطان الأول ألا يكون مجتهدًا وإنما يكون متبعًا للهوى الثانية أو الثاني يكون ذلك من عادته ومن ديدنه فإذا لاحظنا هذين الشرطين وجئنا إلى أثر أبي هريرة المذكور آنفًا عرفنا أن كلا من الشرطين غير متوفر في أبي هريرة نحن نقول نعم هذه بدعة لأنها مخالفة للسنة وسيأتي البيان ولكن ما نقول أن أبا هريرة مبتدع ومن هنا غاب عن أذهان كثير من إخواننا أهل السنة في الديار السعودية حينما نقموا علي قولي بأن وضع اليمنى على اليسرى في القيام الثاني بدعة كيف أنت بتقول بدعة والشيخ الفلاني يقول سنة والشيخ الفلاني إذن هم مبتدعة عرفتم الجواب الآن أنهم لا ليسوا مبتدعة لكن هذا الفعل على الأقل في نقدي وفي وجهة نظري هو بدعة نعود الآن إلى أثر أبي هريرة أولا نقول ليس في النص ما يشعر فضلا على أن يكون فيه ما يدل على أن أبا هريرة جعل ذلك ديدنه وهجيراه كما يقال أي كما أن الخطباء يخطبون يوم الجمعة وكما أن المدرسين اليوم يدرسون يوم الجمعة قبل الصلاة ليس في الأثر ما يدل على أن أبا هريرة كان جعل ذلك عادة له بل وهذا هو الذي يغلب على ظني أنه كان يفعل ذلك لأنه يرى حاجة ليعظ الناس في هذا الوقت لأمر عارض كما أنتم ترون اليوم مثلا خطيبنا أبو مالك جزاه الله خير في كثير من الأحيان لا يتكلم بكلمة بعد الصلاة في كثير من الأحيان يتكلم ويحض على الصدقة أو قد يكمل بعض النقاط التي طرقها في الخطبة فهذا لأمر عارض فلا يقال لمثله أنه ابتدع كل هذا يرد على أثر أبي هريرة أما أن هذا الأثر إذا تصورنا فيه الاستمرارية في الموعظة وفي النصيحة كما يفعلون اليوم أما أن هذا بدعة فلا شك ولا ريب في ذلك وإليكم البيان أهل العلم يقولون أن قول الصحابي أو فعله حجة إذا لم يكن له معارض وهنا المعارضون كثر ذلك لأنه من الثابت أن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا إذا دخلوا المسجد يوم الجمعة صلوا ما بدا لهم من ركعات حتى روي عن بعضهم أنه كان يصلي ثمان ركعات هذا هو الذي أمر به الرسول عليه السلام وحض عليه بالأحاديث الصحيحة في مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( من غسل يوم الجمعة واغتسل وبكر وابتكر ثم دنا من الإمام وصلى ما كتب الله له ) وفي رواية ( ما قدر له إلا غفر الله له ما بينه وبين الجمعة التي تليها ) إذًا يوم الجمعة المسجد قبل الخطبة هو مجلس للعبادة الشخصية من جاء لا بد من التحية من شاء زاد كما ذكرنا عن بعض الصحابة صلى من النوافل ما كتب الله له أو جلس يصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنه أمر بذلك حينما قال في الحديث الصحيح: ( أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم تبلغني قالوا: كيف ذلك وقد أرمت؟ قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) أو جلس يقرأ سورة الكهف لأن هذا أيضًا من السنة كما هو معلوم إذًا قبل خطبة الخطيب يوم الجمعة المسجد مجلس ذكر انفرادي هذا يصلي هذا يقرأ القرآن هذا يصلي على الرسول عليه السلام فالذي يقوم يعظ الناس ويعلمهم يشاغب ويشوش على هؤلاء وهذا بلا شك خلاف هذه السنة بل وخلاف قوله عليه الصلاة والسلام: ( يا أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة ) فالشاهد إذًا التدريس أو الوعظ بين يدي خطبة الجمعة فيه تشويش على هؤلاء المصلين قد يأتي رجل والخطيب يخطب فيؤمر أن يصلي ركعتين قد يأتي من قبل فيصل ها هنا ها هنا فالذي يدرس ابتداعًا في الدين يشوش على هؤلاء المصلين لذلك نحن نقول: أثر أبي هريرة على القاعدة التي ذكرناها آنفًا مع أبي طلحة في بعض المناسبات التمس لأخيك عذرًا فنحن نلتمس لحافظ الصحابة أحفظ الصحابة لحديث الرسول أبو هريرة نلتمس له عذرًا نقول: لعله كان يبدو له فيعظ وليس ذلك رتيبًا ولزامًا لا بد من ذلك فإن ضاقت علينا السبل للاتماس العذر قلنا هذا رأي له لا نحاسبه عليه ولا نتبعه لأنه يشبه تمامًا كشيء آخر كشيء آخر له أنه كان يتوضأ أوصل الماء إلى إبطه وأوصل الماء إلى ساقه هذا رأي كان له وكان يحاول التستر في ذلك حتى لما قال له رجل كان يراقبه سأله عن ذلك قال: أنت هنا بنو فروخ ما كان يظن أنه في هناك مراقب الشاهد أن الرسول عليه السلام علمنا كيف نتوضأ وما كان من هديه أن يبالغ هذة المبالغة فهو ثبت عن أبي هريرة غيره في صحيح مسلم فلا نتبعه ولا نقول أنه ابتدع لأنه لم يتوفر فيه الشرطان المذكورين آنفًا وهو أن يكون من عادته الابتداع في الدين وأن لا يكون عالمًا مجتهدًا هذا هو الجواب على هذا الأثر ولعله واضح ان شاء الله ؟

مواضيع متعلقة