تكلم على أن العبادة لاتكون إلا لله وأن الإتباع لا يكون إلا للنبي صلى الله عليه وسلم ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تكلم على أن العبادة لاتكون إلا لله وأن الإتباع لا يكون إلا للنبي صلى الله عليه وسلم ؟
A-
A=
A+
الشيخ : أن تتدارك معنويا في هذا المسجد المبارك إن شاء الله تعالى وذلك إنما يكون بإحياء السنة في صلاتنا في هذا المسجد في كيفية صلاتنا في كيفية إلقائنا لدروسنا , وأول ذلك مما أرى لزاما علي أن يكون الدرس في هذا المسجد يدندن دائما إلى أن ترسخ ثمرة هذا الدرس في أذهان جوار المسجد والمصلين في المسجد وبعد ذلك ينتقلون إلى مرحلة ثانية , ما هي المرحلة الأولى التي يجب على كل مسلم بل وعلى كل مسلمة أن يفقه هذا الدرس الأول وهو تحقيق قول الله تبارك وتعالى: (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )) نعلم جميعا أن الإسلام قام على خمس أول هذه الأركان هي شهادة أن لا إله إلا الله , هذه الشهادة قلّ مع الأسف من المسلمين من يعرف معناها , ثم إذا وجد من عرف معناها -تفضل إلى هنا يا أستاذ تفضل لا بد نستفيد منك تفضل - لو وجد من بعض المسلمين أنهم فهموا المعنى الصحيح من هذه الكلمة الطيبة لا إله إلا الله فقليل منهم من يحققها عمليا , إن هذه الشهادة تعني باختصار: لا معبود بحق في الوجود إلا الله تبارك وتعالى , لا معبود بحق في الوجود إلا الله تبارك وتعالى , معنى ذلك أن الموحد حقا يجب أن يوجه عبادته لله وحده لا شريك له , وهذا موضوع واسع , واسع جدا لا بد أن بعض إخوانا في هذا المسجد إما أن يكونوا شرعوا ومضوا قدما في بيان هذه الكلمة الطيبة وفي المقدمة إمام المسجد أخونا أبو أنس بارك الله فيه وفي قراءته وفي علمه , فهذا موجز معنى هذه الكلمة الطيبة أما الشرح فسيكون إن شاء الله في دروس ثانية كما أشرنا آنفا , لا معبود بحق في الوجود إلا الله , لا معبود , ما هي العبادة ؟ هي العبادة التي شرعها الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,فإن فرضنا أن مسلما شهد هذه الشهادة لكنه توجه بشيء من عبادتها من هذه العبادة إلى غير الله عز وجل , يكون قد أشرك مع الله غيره في عبادته ولم يعبده وحده , إذا يجب أن تكون هذه العبادة خالصة لله , كما قال: (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )) , لكن هناك شيء ثاني , أريد أن أدندن حوله , شيئا بأوسع مما سبق , ألا هذه العبادة قلنا إذا وجهت لغير الله فهذا قد أشرك مع الله غيره وهذا أمر واضح , لكن متى يكون الموحد القائل لا إله إلا الله والمؤمن بهذا المعنى الصحيح , لا معبود بحق في الوجود إلا الله , متى يكون عابدا لله ؟ حينما يكون طائعا لرسول الله في كيفية أدائه لعبادته لله و لذلك فنحن نقول في هذه الشهادة لا إله إلا الله وتمامها محمد رسول الله حقيقتان عظيمتان جدا جدا لا يكون المرء مسلما حقا إلا إذا حقق معنى هاتين الشهادتين , أما الأولى فكما ذكرنا أن يخلص في عبادته لله لا يشرك معه أحدا , الثانية أن يعبد الله كما شرع الله على لسان رسول الله وحينئذ يكون قد آمن حقا حينما يقول محمد رسول الله , أما إذا اتبع غير رسول الله فكما أن المسلم الذي يعبد غير الله يكون قد أشرك مع الله في عبادته , كذلك المسلم إذا عبد الله على غير سنة رسول الله وعلى غير ما شرع الله على منهج سنة رسول الله , فيكون قد أشرك مع رسول الله غيره في رسالته , ولذلك فهناك توحيدان إذا صح التعبير توحيد الله في عبادته وتوحيد الرسول في اتباعه (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي )) اتبعوني أنا فقط ولذلك فلا يجوز للمسلم أن يتخذ له متبوعا غير رسول الله كما لا يجوز له بداهة أن يتخذ له معبودا غير الله , لذلك فإن هناك حكمة بالغة في الجمع بين الشهادتين كركن أول من الأركان الخمسة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله , ولذلك جاء في الحديث المتفق عليه والمعلوم إن شاء الله لديكم جميعا قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا قالوها , فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم عند الله تبارك وتعالى ) , حق هذه الشهادة هو العمل بها على مقتضى ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت هذه حقيقة لا يمكن أن يماري وأن يجادل فيها مسلم هذه الحقيقة تتلخص أعيد الكلام ليرسخ في الأذهان هي أن نعبد الله وحده لا شريك له وأن نتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نتبع معه غيره

مواضيع متعلقة