ما حكم ما يحدث في مصر من حوادث قتل من جهة الجماعات الإسلامية فهل هذا القتل مباح مع أن المقتول يشهد أن لا إله إلا الله؟ ( مع بيان مفاسد الخروج على ولاة الأمور وذكر الأمثلة على ذلك ). - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم ما يحدث في مصر من حوادث قتل من جهة الجماعات الإسلامية فهل هذا القتل مباح مع أن المقتول يشهد أن لا إله إلا الله؟ ( مع بيان مفاسد الخروج على ولاة الأمور وذكر الأمثلة على ذلك ).
A-
A=
A+
السائل : نسمع ما يحدث في مصر من حوادث قتل من الجماعات الإسلامية فهل هذا القتل مباح و مع أن المقتول يشهد بأنه لا إله إلا الله فهل هذا القتل يعتبر مباحا من قبل الجماعات الإسلامية أم لا ؟

الشيخ : إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتنّ إلا و أنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار و بعد نحن لا نرى أن هذا النوع من القتل هو جائز شرعا لا شك أنه ليس كل قتل لا يجوز شرعا لأن الله عز وجل حينما وصف عباده المؤمنين بصفات بجب أن تتحقق في كل مؤمن حقا كان من تلك الصفات قوله تبارك و تعالى: (( و لا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق )) فإذن القتل قتلان قتل بحق و قتل بغير حق ، فالقتل بحق هو الذي شرعه الله كالذي يقتل بغير حق فيقتل و كالذي يرتد عن دينه الإسلامي فيقتل و هذا معروف في الأحكام الفقهية فمن أي النوعين هذا القتل الذي نسمع اليوم يقع في بعض البلاد الإسلامية كمصر أهو من القتل الحق أمن من القتل الباطل لا نشك أبدا أن مثل هذا القتل لا يجوز إسلاميا لأن الذي يقوم بتنفيذ الأحكام إنما هو الحاكم المسلم و ليس الفرد المسلم بمعنى لو أن أخا مسلما قتله قاتل فلا يجوز لأخيه أن يثأر للقتيل بنفسه و إنما يفعل ذلك الحاكم المسلم فهو إذا سلطه على أن يقتل القاتل جاز له و إلا لم يجز له لأن الآية الكريمة المعروفة و التي هي من الأحكام الإسلامية الباهرة و التي بها أن تنتظم الحياة الآمنة في المجتمع الإسلامي أعني بذلك قوله تعالى: (( و لكم في الحياة قصاص يا أولي الألباب )) هذا القصاص لا يجوز أن يقوم به كل فرد من أفراد المسلمين و إنما هذا من واجب الحاكم المسلم فمن ذلك ما يقع الآن في مصر أو غير مصر من الخروج على الحكام حتى لو فرضنا أن بعض هؤلاء الحكام كان كفرهم كفرا صريحا يستحقون أن يقاتلو من المسلمين لا يجوز مثل هذا الخروج إلا بعد أن يتخذ المسلمون الأسباب التي تؤهلهم للقيام على هذا الحاكم الكافر و هذا بحث طويل طالما تعرضنا لبيانه و هناك أشرطة كثيرة عند الأخ أبو أحمد باختصار أقول حينما يقوم المسلمون بواجب التصفية و التربية تصفية الإسلام مما دخل فيه مما ليس منه و هذا يحتاج إلى جهود جبارة من علماء بالمئات و الألوف متكاتفين على تبليغ الإسلام إلى المسلمين إسلاما مصفى كما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم ثم يربى المسلمون على هذا الإسلام المصفى و من تمام هذه التربية تطبيق النص القرآني (( و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم )) الأمران التربية المعنوية و التربية المادية كلاهما مفقود اليوم إلا في أفراد قلة مبعثرين في هذا العالم الإسلامي الواسع فيوم يتجمع المسلمون على هذا الأساس من التصفية و التربية و يبايعون رجلا منهم حاكما يحكم بما أنزل الله هذا الحاكم ما يأمر به ينفذ إذا أمر فما وقع في عهد الرسول عليه السلام إذا أمر فرد من أفراد المسلمين اذهب و اقتل فلانا واجهه وجها لوجه فاقتله أو غدرا لأن الرسول يقول: " الحرب خَدعة أو خِدعة أو خُدعة " هذا الحاكم هو الذي له الحق اما أن يقوم طائفة في بلد إسلامي يركبون رؤوسهم و قد يركبون جهالاتهم و يتحكمون في أفراد طيبي القلوب يأمرونهم بأوامر يظنون أنها أوامر شرعية و هي أوامر بدعية مخالفة للكتاب و السنة فهذا لا يجوز إسلاميا و لذلك فهؤلاء الذين يخرجون اليوم عن الحكام يتعجلون الأمر فيحرمون الثمرة التي يبغونها من وراء الاستعجال هذا وقد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة حينما توجه بعض الصحابة و قد كادوا أن ييأسوا من نصر الله عز وجل ذكرهم الرسول عليه السلام في بعض الأحاديث الصحيحة بأن من كان قبلكم كانوا يعذبون كان أحدهم يؤخذ فيوضع المنشار على رأسه فينشر حتى يقع على الأرض فلقتين ليرتد عن دين الله فيأبى و يرضى بهذا الموت بهذه الطريقة و يسلم أمره لله فيموت شهيدا في سبيل الله و لذلك قال تعالى: (( الم 1 أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون 2 ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكذبين 3 )) لذلك من الحكم التي يقولها بعض العلماء: " من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه " نحن في هذا العصر شهدنا كثيرا مما يسمى بالثورات أو الانقلابات أو مما شابه ذلك من أسوئها ما وقع في رأس القرن الحاضر سنة ألف و أربعمئة في مكة المكرمة من خروج جماعة على الحكم هناك فوقع القتل في المسجد الحرام من الطائفتين و الطائفة التي خرجت هي طبعا البادية بالظلم ثم تلتها ثورات و ثورات كثيرة منها في سوريا و لابد أنكم سمعتم ما أصاب الدعوة اليوم حيث اليوم كنا و نحن هناك قبل نحو خمسة عشرة سنة تكاد سوريا تنقلب إلى شعب سلفي على الكتاب و السنة و الآن رجعت الدعوة القهقرى و أصبح الناس يعيشون كما يعيش الخلد في جوف الأرض لا يجرؤون أن يظهروا بعباداتهم و عقائدهم إلى آخره ما سبب ذلك الاستعجال و قبل اتخاذ العدة التي أمرنا الله عز وجل بها و هما عدتان سلاحان سلاح قلبي إيماني و سلاح مادي هذا السلاح الإيماني تحقيقه سهل و مع ذلك فالناس مقصرون كل التقصير لأنهم لا يعرفون الإسلام و لا يفهمونه فهما صحيحا فضلا عن أنهم لا يستطيعون القيام بالسلاح المادي لهذه الظروف التي تحيط بكل بلاد الإسلام التي تكاد تستعمر من الكفار بطريقة مباشرة أو بطريقة خفية ظاهرها الرحمة و باطنها العذاب لهذا فما يقع في مصر و ما يقع في الجزائر كل ذلك خلاف الإسلام و على المسلمين أن يعودوا إلى فهم دينهم فهما صحيحا و إلى تطبيقهم على أنفسهم على هذا الأساس من الفهم الصحيح و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله وبهذه المناسبة تعجبني كلمة قالها بعض الدعاة الإسلاميين لأتباعه و لكنهم مع الأسف أعرضوا عن هذه الكلمة و هي من خير الكلمات التي تكلم بها ذلك الداعية وهي " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " فقبل أن يقيم المسلمون في قلوبهم و في ذوات أنفسهم لن تقوم لهم دولة الإسلام على أرضهم و اليوم الناس عكسوا يصيحون بأن الحاكمية لله و هو حق و لكنهم لا يحكمون شرع الله في أنفسهم فما فائدة أن تدع الحكم بما شرع الله في نفسك و ترجو من غيرك أن يطبق ما أنت مخل به و نسأل الله عز و جل أن نتعض بمثل قوله تبارك و تعالى: (( يا أيها الذين ءامنوا لم تقولون مالا تفعلون 2 كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون 3 )) لعل الوقت حان و لآ وين الإمام في مجال بعد و إلا كيف ؟

كما بدأنا قبل صلاة العشاء افتتاح الأسئلة نرجو أن تكون منتظمة و أن نكون بعيدين عن الفوضى فكل من يريد أن يوجه سؤالا يرفع يده ثم نسمع منه السؤال و نجيب عنه إذا كان لدينا الجواب فالآن من كان عنده سؤال فليتوجه به و نرجو أن لا يكون جوابا عفوا أن لا يكون سؤالا مكررا و مكررا جدا حتى يستفيد جميع الحاضرين من السؤال و جوابه فالآن من كان عنده سؤال فليرفع يده

مواضيع متعلقة