كلمة توجيهية الذين يطلقون كلمة الكفر على الناس و متى يكفر الإنسان.؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلمة توجيهية الذين يطلقون كلمة الكفر على الناس و متى يكفر الإنسان.؟
A-
A=
A+
السائل : قول النبي عليه الصلاة و السلام: ( من قال لمسلم أنت كافر فقد باء بها أحدهما ) على حد ما رأيت في كثير من الإخوة تتعلم قليلا ثم يبدأ يكفر الناس فهل من كلمة عندكم

الشيخ : هل ؟

السائل : فهل من كلمة توجيهية على الكفر و متى يكفر الإنسان

الشيخ : نعم

السائل : بارك الله فيكم

الشيخ : أحسنت أولا لا يجوز الحكم من عالم متفقه في الكتاب و السنة لا يجوز لهذا العالم أن يطلق الكفر على شخص أو على جماعة بالكوم بالجملة إلا بعد إقامة الحجة و هذا أيضا يتطلب أن يستوعب هذا العالم رآي ذلك الذي هو في صدد تكفيره فعليه قبل كل شيء أن يفهم رأيه وفهما صحيحا ثم يعرضه على أدلة الكتاب و السنة فإذا كانت هذه الأدلة تشهد بأن هذا الإنسان يستحق الكفر أي يستحق التكفير مع ذلك لا يجوز إصدار الحكم في حقه إلا بعد إقامة الحجة عليه و لا شك و لا ريب أن طلاب العلم ليس هذا مجالهم طلاب العلم بحسبهم أن يستحضروا في ذوات أنفسهم قول ربهم عز و جل: (( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )) فطالب العلم يجب أن ينأى و أن ينجو بنفسه من أن يقع فيما يقع فيه من يريد أن يطلق لفظة الكفر عليه و قوله عليه السلام: ( من قال لأخيه كافر أو يا كافر فقد باء به أحدهما ) هذا فيه وعيد شديد للمسلم الذي يتسرع في إطلاق لفظة الكفر على مسلم يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و إذا كان عند هذا الطالب للعلم وجهة نظر فعليه أن يعرضها على من هو يريد أن يوجه التكفير إليه و أن يناقشه فقد يكون هو المخطئ بدل ذلك الذي يريد أن يكفره خلاصة القول التكفير أمر خطير و خطير جدا ولذلك قال بعض العلماء إذا كان هناك مائة قول في خصوص شخص معين تسع و تسعون قولا بتكفيره و القول الواحد لعدم تكفيره فالحيطة و الحذر أن نتبنى هذا القول الفريد الوحيد و لا نتبنى قول التسعة و التسعين لأن هذا فيه خطورة ثم إذا كان الإنسان الذي يراد تكفيره فعلا وقع في الكفر فماذا نحن يضرنا إن احتطنا واحتفظنا لأنفسنا وما أطلقنا لفظة الكفر فأظن أن هذا الذي أشرت إليه من تسرع بعض طلاب العلم هذا أعتقده من الغرور و العجب و الافتتان بهذا العلم الضحل القليل الذي أصابه بعض هؤلاء الطلاب و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا فعلى طالب العلم حقا أن يتذكر الآية السابقة (( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )) هذا جوابي عما سألت و لعلي أجبتك عن سؤالك .

مواضيع متعلقة