ذكر قصة أسامة لما قتل الرجل المشرك بعدما قال لا إله إلا الله - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ذكر قصة أسامة لما قتل الرجل المشرك بعدما قال لا إله إلا الله
A-
A=
A+
الشيخ : منها تلك القصة الواردة في كتب السيرة وفي الصحيح أيضا أن رجلا كان يبارز مشركا فلما شعر المشرك بأنه صار تحت ضربة السيف وأنه مقتول لا محالة قال لا إله إلا الله و المسلم ما بالاه قتله و لما بلغ خبره النبي صلى الله عليه و آله سلم أرسل خلفه و قال له: ( كيف أنت ولا إله إلا الله ) قال: " يا رسول الله ما قالها إلا خوفا من القتل " و حقيقة الأمر كل واحد منا فضلا عن ذاك الصحابي الذي باشر الأمر يشعر تماما أن هذا المشرك ما قال هذه الكلمة إلا فرارا من القتل و لذلك ما اقتنع هذا الصحابي بهذه الشهادة فقتله مع ذلك أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال له: ( هلا شققت عن قلبه هلا شققت عن قلبه ) إذن كأنه يقول ليس لك إلا الظاهر أما القلوب فلا يعلم ما فيها إلا علام الغيوب سبحانه و تعالى و في حقيقة الأمر أننا في الوقت الذي نتصور ما سبق بيانه أنه من الممكن أن هذا المشرك ما قالها إلا تقية و إلا خوفا من القتل يمكن أيضا أن نلاحظ احتمالا آخر و هو أن يكون هذا المشرك معتدا بقوته و شجاعته و بطولته فلما رأى نفسه مغلوبا بل و مقتولا تحت ضربة سيف ذلك الصحابي كأنه تجلي له أن هناك قوة قاهرة مد بها هذا الصحابي حتي تمكن من أن يجعل ذلك المشرك الذي كان يتوهم في نفسه أنه البطل الصنديد فحينئذ خضع لهذه القوة وليس لأنه خاف كما قلنا في الاحتمال الأول من القتل فقال لا إله إلا الله و هذا يقربه إلينا هذا الاحتمال الثاني يقربه إلينا حادثة مصارعة الرسول صلى الله عليه و آله سلم لركانة الذي كان يعد في زمن الجاهلية المصارع الذي لا غالب له فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم و طلب منه المصارعة فما كان منه عليه السلام بقوة من الله تبارك وتعالى ولا شك إلا مجرد أن أخذه و رماه على ظهره قوة خارقة طلب منه مرة الثانية و الثالثة فكان عاقبة أمره أن قال: " أشهد أنك رسول الله " فآمن لماذا؟ لأنه رأى قوة لا يعتقد أنها من قوة البشر إذن الشارع الحكيم يبني أحكامه على ما يظهر للناس فكل مسلم إذا يرفع هذه الراية الإسلامية فيشهد أن لا إله إلا الله لا يجوز لنا أن نبادر إلى تكفيره إلا في حالة واحدة حينما يعلن مع تلك الشهادة ما يعارضها و ما يعطلها و ينكرها حينئذ ندينه و نلزمه بما يبدو منه حين ذاك باستطاعتنا أن نكفره ومع ذلك رويدك و لا يجوز أيضا المسارعة إلى تكفيره إلا بعد إقامة الحجة عليه

مواضيع متعلقة