ما حكم مَن تبنَّى الديمقراطية ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم مَن تبنَّى الديمقراطية ؟
A-
A=
A+
السائل : شيخنا ، أذكر أن بعض الدعوات الآن اللي تراها يدخلون البرلمانات ... يذبُّون عن الديمقراطية ويتبنَّونها ، ونحن نعلم أن الديمقراطية لها حكم الطاغوت ، وهي كفر ، ففي أيِّ دائرة هؤلاء ؟ بل سمعت أحدهم يقول لما رأى ... شيخنا الألباني ... قال : هل تسمح لي أن أردَّ على هذا ... شيخنا الألباني ... ؟ هذا يعني هم يتبنَّونها ويدعون إليها ، فماذا نقول في ذلك ؟

الشيخ : يا أخي ... لا بد من التفريق ... هذا الذي أنت تشير إليه لو كتب ردًّا على ما قاله الأستاذ ... إن كان كافرًا مرتدًّا عن دينه ، أو يكون ضعيف الإيمان ... هذا ما يكفي ، أنت تعرف وهذا أمر يجرُّنا إلى بحث قد يكون - أيضًا - مهمًّا ؛ في الجلسة السابقة ذكرنا الآية بأطرافها الثلاثة : (( فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) ، (( فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) ، (( فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) ، وأشرنا إلى أنه كما ينقسم الكفر إلى قسمين كذلك الفسق وكذلك الظلم ، الآن أريد أن أذكِّر بتقسيم ثانٍ للفظ رابع ، وأظن أن هذا التقسيم سيقضي - أيضًا - على مشكلة قد تكون قائمةً في صدور بعض إخواننا من طلاب العلم ؛ حينما نقرأ قول الله - تبارك وتعالى - في المنافقين أنهم في الدرك الأسفل من النار ، ثم نقرأ قوله - عليه الصلاة والسلام - ، نقرأ قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدَّث كذب ، وإذا وَعَدَ أخلف ، وإذا اؤتُمِنَ خان ) ؛ فهل يكون هذا المنافق في الدرك الأسفل من النار ؟ الآية تقول في المنافقين أنهم في الدرك الأسفل من النار ، والرسول يقول : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدَّث كذب ) ؛ فهذا الذي إذا حدَّث كذب هل يكون في الدرك الأسفل من النار ؟

استحضر التقسيم التالي ، عفوًا السابق ، استحضروا معي التقسيم السابق ؛ هذا الذي يستحلُّ الكذب أو الخيانة أو ما شابه ذلك من المعاصي التي ذُكِرَت في هذا الحديث أو في غيره استحلَّ ذلك بقلبه ؛ فهو في جهنم ومع المنافقين ؛ لا ، استحلَّه عمليًّا ؛ إذًا كيف الرسول - عليه السلام - بهذا الحديث جَعَلَ آية المنافق ثلاثة ؟ هذا كمثل كثير من الآيات أنه عَمِلَ عَمَلَ المنافقين ، هذا الذي يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ذلك يستلزم أن يحرِّمَ ما حرَّمَ الله ورسوله ، فإذا هو استحلَّ ما حرَّم الله ورسوله فيكون قد خالفَ فعلُه قلبَه ، قد خالف فعلُه اعتقادَه ، لكن ... المخالفة من نوعية تختلف عن مخالفة ظاهر المنافق الكافر لباطنه ، المنافق الذي هو في الدرك الأسفل من النار يُضمِرُ الكفر ويُظهر الإسلام ، يُضمر الكفر ويُظهر الإسلام ، المنافق .

السائل : ... .

الشيخ : نعم ، يُضمِرُ الكفر ويُظهر الإسلام ، أما هذا الذي قال به الرسول - عليه السلام - : ( آية المنافق ثلاث ) هو يضمر الإيمان ويُظهر عملًا خلاف ما أمَرَه الإسلام ، فالتقى مع المنافق في هذه الصورة ليس في الحقيقة ، الفرق كبير جدًّا ؛ المنافق الكافر هو كافر بقلبه مسلم في ظاهره ، هذا المنافق الذي من علاماته إذا حدَّث كذب هو مؤمن في قلبه لكنه يخالف في عمله حكمَ دينه الذي آمَن به ؛ لذلك قال - عليه السلام - : ( آية المنافق ثلاث ) إلى آخره ، إذًا النفاق - أيضًا - ينقسم إلى قسمين : نفاق يخلِّد صاحبه في النار ، ونفاق لا يخلِّد صاحبه في النار ، النفاق الذي يخلِّد صاحبه في النار هو الذي يُبطن الكفر ويُظهر الإسلام ، النفاق الذي لا يخلِّد هو الذي يُبطن الإيمان ويظهر عملًا يخالف فيه الإسلام ؛ لذلك قال - عليه السلام - : ( آية المنافق ثلاث ) إلى آخره ؛ فهذه الدقائق ينبغي أن نكون على معرفة بها حتى ما نقع في إفراط أو تفريط ، حتى ما نكفِّر مسلمًا بذنب فنقع في مخالفة السلف الصالح جميعًا وأهل السنة ، ولا نتساهل - أيضًا - نقول : معليش ، فنقع في الإرجاء الذين كانوا يقولون : " لا يضرُّ مع الإيمان معصية ، ولا ينفع مع الشرك حسنة " ، نحن نقول : لا ينفع مع الشرك حسنة ، لكن نقول : يضرُّ الإيمان المعصية . والإيمان كما تعلمون جميعًا يقبل الزيادة والنقص ، وزيادته بالطاعة ونقصه بالمعصية .

إذًا النفاق كالكفر ، كالفسق ، كالظلم ، لا يمكن أن يُساق مساقًا واحدًا ، وإنما حسب ما قام في الإنسان ، فهذا المثال الذي ذكرتَه - يا أبا أنس - هذا قد يردُّ على الأستاذ أبو مالك أو على غيره ، لكن ينبغي أن ننظر إلى ردِّه ؛ هل هو ردٌّ يصرِّح بأنه ينكر شرع الله ؟ ... ... هل أنكر حكمًا شرعيًّا ؟ هل أنكر - مثلًا - الأستاذ ما قاله ... الآية والحديث ، وقال - مثلًا - أنُّو هذا يا أخي ... ؟

الحلبي : أم هو متأوِّل في ... الديمقراطية ؟ هذا السبب ، لكن ... .

سائل آخر : هو يقول : أنا عقيدتي سلفية .

الشيخ : طيب ، أنت الآن لما قال لك أنُّو هو يشجِّع الديمقراطية هل ... وهل بحثْتَ معه في بعض أجزائها حتى تُلقِمَه حجرًا ؟ ما يمكن أن نأخذ الكلام هكذا على إطلاقها ، لا بد من الاستفصال يا أخي .

السائل : جزاك الله خير .

الشيخ : نعم .

سائل آخر : ننتطر ردَّه .

الشيخ : هل أفسحت له المجال بالرَّدِّ ؟

سائل آخر : ... .

الشيخ : ... الله يهديك .

الحلبي : تقطع عليه الطريق ابتداءً .

الشيخ : ... .

مواضيع متعلقة