الكفر عند المرجئة ، وأنه خاصٌّ عندهم بالتكذيب بالقلب فقط . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكفر عند المرجئة ، وأنه خاصٌّ عندهم بالتكذيب بالقلب فقط .
A-
A=
A+
خالد العنبري : الإيمان المقصود في هذا الحديث هو الإيمان الصحيح وإن كان ذرَّة ، فإن الإيمان إذا - أو أعني التصديق - إذا التقى معه البغض لله والاستكبار عن أوامر الله - جلَّ وعلا - ؛ فإن هذا الاستكبار بلا شكٍّ ينافي هذا الإيمان ويمحوه من القلب ؛ ولذلك فإن المرجئة حصروا الكفر في التكذيب بالقلب ، وظنُّوا كما يقول شيخ الإسلام أن كل مَن كفَّرَه الشارع فإنما كفَّرَه لانتفاء تصديق القلب بالرَّبِّ - تبارك وتعالى - ، ومعلوم أن التكذيب بالقلب لا سبيل لمعرفته والكشف عنه ، ومِن ثَمَّ فلا يتحقَّق كفرُ إنسان قط - كما يقول " ابن الوزير " - إلا بالنَّصِّ الخاص في شخص شخص ، وقد كفَّرَ السلف مَن يقول بهذا القول ، فإبليس الرجيم كافر بنصِّ القرآن ولم يكن مكذِّبًا ، بل كان معاندًا لله مستكبرًا ، فإبليس بلا شك في قلبه التصديق ، ومع ذلك كَفَرَ بنصِّ الكتاب العزيز ، وكذلك فرعون وقومه كما قال ربُّنا : (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا )) ، وقال - أيضًا - : (( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ )) ، فإيذاء قوم موسى له مع أنهم يعلمون أنه رسول الله بنصِّ الكتاب العزيز ؛ هذا الإيذاء وما وهو ينجم عن عدم توقير للرسول وعدم موالاة له بلا شك ينافي هذا التصديق ؛ ولذلك كفَّرَهم ربنا - تبارك وتعالى - ، وكما يقول ... .

مواضيع متعلقة