مثال لنسخ المتواتر بالآحاد . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
مثال لنسخ المتواتر بالآحاد .
A-
A=
A+
الشيخ : عندنا - مثلًا - من هذا القبيل ما جاء في " صحيح مسلم " من حديث أبي هريرة وحديث ابن عباس - أيضًا - أنه لمَّا نزل قوله - تبارك وتعالى - : (( لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) ، جاء أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وجثوا على الركب ، وقالوا : يا رسول الله ، ها نحن قد أُمِرْنا بالصلاة فصلَّينا ، وبالصوم فصُمْنا ، وبالحج فحَجَجْنا ، أما أن يحاسِبَنا الله على ما في نفوسنا فهذا ممَّا لا طاقة لنا به ؟ فقال لهم - عليه الصلاة والسلام - : ( أتُريدون أن تقولوا كما قال قوم موسى لموسى : سمعنا وعصينا ؟! قولوا : سمعنا وأطعنا ) ، قال : فلم يزالوا يقولونها حتى ذلَّت بها ألسنهم وخضعت لها قلوبهم ، فأنزل الله - تبارك وتعالى - : (( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )) .

عيد عباسي : ... .

الشيخ : إي ، لكن الشاهد هنا : (( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )) ، فهذا نسخٌ لقوله : (( وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ )) ، هذا الذي يخفيه بعض الناس التكليف به ممَّا لا طاقة للناس به ، فقال الله - عز وجل - بعد أن علِم - سبحانه وتعالى - خضوع هؤلاء المسلمين الأولين لحكم ربِّ العالمين : (( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )) ، إلى آخر الآيات ، وكان ينزل الوحي على الرسول - عليه السلام - كلما دَعَوْا دعاءً ينزل الوحي من السماء بقوله : نعم ، (( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )) ، قال الله : نعم ، (( رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا )) ، نعم نعم إلى آخر الآيات ، فهنا وقع النسخ في هذه الآية في الحديث هذا الصحيح الذي لم نَجِدْ له راويًا أكثر ممَّن ذكرنا أبي هريرة وعبد الله بن عباس .

عيد عباسي : حديث : ( قد فعلت ) ؟

الشيخ : نعم ؟

عيد عباسي : حديث : ( قد فعلت ) ؟

الشيخ : نعم .

عيد عباسي : ما رأيكم في الآية التي ... الآية ؟

الشيخ : أي آية ؟

عيد عباسي : آية : (( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )) هي التي نسخت سابقتها ؟

الشيخ : لا ، هذه لا تُبيِّن أنها نسخت ، ولذلك هلق حتى اليوم تجد " محمد عبده " وغيره يُفسِّرون الآيات هذه بعضها مع بعض دون اللجأ إلى الحديث لأنُّو فيه نسخ ، (( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )) لا يدل على أن الله - عز وجل - لا يُحاسب بما قد أُخفِيَ في النفوس .

عيد عباسي : ما ... أنُّو هو من تكليف ما لا يطاق ، لا طاقة للناس بهذا ؟

الشيخ : إي ، بس تكليف ما لا يُطاق له تفسيران ؛ وهو ما لا قدرة للإنسان مطلقًا ، وما له قدرة ولكن فيه حرج ، فيه مشقَّة .

عيد عباسي : الثاني هذا .

الشيخ : إي نعم .

مواضيع متعلقة