الرَّدُّ على مَن يقول : مِن أين جاء ابن عباس بقوله - رضي الله عنهما - في تفسير الآية المشهورة : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) ؛ قال : " ليس الكفر بالذي تذهبون إليه ، وإنما هو كفرٌ دون كفر " ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الرَّدُّ على مَن يقول : مِن أين جاء ابن عباس بقوله - رضي الله عنهما - في تفسير الآية المشهورة : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) ؛ قال : " ليس الكفر بالذي تذهبون إليه ، وإنما هو كفرٌ دون كفر " ؟
A-
A=
A+
الشيخ : ونحن حينما نشرح هذا الشرح ، واستفدناه من الآيات والأحاديث وتبيين أئمَّة الإسلام لها ؛ حينئذٍ يتبيَّن لنا جهلُ بعض المتسرِّعين حينما يقولون : مِن أين جاء ابن عباس بقوله - رضي الله عنهما - في تفسير الآية المشهورة : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) ؛ قال : " ليس الكفر بالذي تذهبون إليه ، وإنما هو كفرٌ دون كفر " ؟ وكأنما يردُّ ابن عباس في هذا العصر على بعض الغلاة ممَّن ادَّعوا التمسُّك بالكتاب والسنة ، فيقول لهم : ليس الكفر هنا بالذي تذهبون إليه ؛ أي : ليس هو الكفر المخرِّج عن الملة ، وإنما هو كفر دون كفر ، وقد شرحت هذه الآية في جلسة سبقَتْ ؛ فلا داعي لإعادة ذلك .

خلاصة القول : الكفر أو الشرك لفظان مترادفان ، أحدهما كفر اعتقادي وهذا محلُّه القلب ، والآخر كفر عملي وذلك محلُّه في الجوارح ، فإذا استقلَّ القلب بالكفر فهو الرِّدَّة ، أما إذا استقَرَّ الإيمان في القلب وخالَطَه شيء من المعصية بالجوارح فهذا ليس بالكفر ، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة .

مواضيع متعلقة