ما حكم أخذ المرأة من حاجبيها .؟ وهل هذا من النمص المنهي عنه .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم أخذ المرأة من حاجبيها .؟ وهل هذا من النمص المنهي عنه .؟
A-
A=
A+
أبو اسحق : قرأت فى كتاب أحكام النساء للإمام أحمد أنه أجاز للمرأة أن تأخذ من حاجبها بالموسى ، وقال هذا غير داخل فى عموم النماص ، لأن النماص هو قلع الشعر من الجلد ، وسمعت أنا فتوى في السعودية من خلال الإذاعة أنهم يجيزون للمرأة أن تجعل حاجبها كالهلال بالموسى وليس بالشفر ، فهل هذا صحيح ؟

الشيخ : أنا لا أعتبر هذا الرأى صحيحا مهما كان قائله جليلا ، ذلك لأن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ واله وَسَلَّم يقول في الحديث الصحيح: ( لعن الله النامصات والمتنمصات والواشمات والمستوشمات والفالجات المغيرات لخلق الله للحسن ) وفي رواية للبخاري والواصلات يعني ذكر رابعة وهي ( والواصلات المغيرات لخلق الله للحسن ) لو كان الحديث لم يأت معللا فى آخره لقوله عَلَيْهِ والَسَلَام: ( المغيرات لخلق الله للحسن ) ولم يكن هناك في القرآن الكريم مثل ذلك القول - الذى حكاه رب العالمين عن إبليس الرجيم - أنه قال : (( وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الآنعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّه )) لو لم يكن هذا النص القرآني وذاك التعليل النبوى في اخر الحديث ، وقال قائل بما ذكر أنفا لكنا قد نقول بقوله ، لأنه ذكر النمص - أي النتف- ولم يذكر الحلق ، ولا شك أن النمص شر من الحلق ، ولكن ما دام أن هناك علة شرعية ذكرت فى نهاية هذه الخصال التي رتب الشارع الحكيم على من تحققت فيه أو تحقق بها أن يكون مطرودا من رحمة الله ، علُل ذلك كله بقوله عَلَيْهِ الَسَلَام ( المغيرات لخلق الله للحسن ) فحينئذ نقول النمص تغير لخلق الله ، والحلق تغير لخلق الله ، وإن كان النتف شرا من الحلق لأنه يؤثر في التغيير ويمد مدى التغيير اكثر من الحلق .

لذلك فبالنظر إلى هذه العلة الشرعية لا يجوز للمرأة - فضلا عن الرجل - أن يحلق حاجبه أو خده أو أي مكان من بدنه لم يؤذن له بذلك من الشارع الحكيم ، لأنه داخل في عموم قوله عَلَيْهِ الَسَلَام ( المغيرات لخلق الله للحسن )

أبو اسحق : طيب ابن جرير الطبرى بعد ما ذكر مثلما قلتم جوز للمرأة أن تأخذ الشعر الذي فوق الأنف مباشرة إذا تواصل الحاجبان . هذا جائز والا ..؟

الشيخ : يفهم الجواب مما سبق ، كل تغيير لخلق الله لم يؤذن به في الشرع فهو داخل في النهي ، بل في اللعن .

أبو اسحق : و إن كان منظرها مستبشع جدا يعني ؟

الشيخ : عند العقول المستبشعة ، وهذا يذكرني بحديث جميل جدا ، هناك حديث ( أن النبى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ واله وَسَلَّم رأى أحد أصحابه - نسيت اسمه الآن - وقد أطال إزاره ، فقال رجل بانه احنف وهو الذى تصتك ركبتاه ويكون فيه إنحراف هيك فى ركبتاه ) - يعنى هو أطال إزاره ليستر هذا العيب الذي يتوهمه ، فماذا قال له نبيه ؟ قال ( يا فلان كل خلق الله حسن ) وصدق رسول الله ، لأن الله ما خلق شيئا عبثا ، ومن هنا يجب أن نؤمن بأن مشيئة الله تبارك وتعالى دائما تكون مقرونة بالعدل وبالحكمة ، عرفها من عرفها وجهلها من جهلها ، فهذا عيب ولا شك - الفكحة اللى سماها الرجل - بالنسبة لعرف الناس ، السواد الفاحم الذى نحن نراه ، هذا عيب ، البياض الناصع عند السود عيب ، لكن هذا خلق الله ، و (( هذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ )) . في احسن تقويم

لذلك فالقول بأن المرأة إذا كانت قرناء مثلا الحاجبين متصلة ، أو الرجل إذا كان له لحية كثة ، ولحيته لسعة دائرتها تكاد تغطى وجنتيه ، ثم قد يصل إلى جفنيه ، فهذا خلق الله فيجب ان نرضى بخلق الله تبارك وتعالى . هذا الجماعة بدهم هلا يشتغلوا بالدرس ، ودرس ودرس ما بيجتمعوا ، فحسبك الآن ، حتى تشتغل أنت بالدرس أيضا .

أبو اسحق : ما لهذا جئت

الشيخ : أنت ماجئت لهذا لكن لا بد من هذا

أبو اسحق : طيب ممكن ان نستفيد فى اثناء الأكل ؟

الشيخ : كما تريد

السائل : يعنى حتى لا يزور الشيخ أتركه حتى يأكل قليلا

الشيخ : إذا أنت لا تريد أن تأكل فانا أجيبك .

مواضيع متعلقة