المراد بقوله - تعالى - : (( أَوْ نِسَائِهِنَّ )) ، وخطر استقدام الخادمات الكافرات . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
المراد بقوله - تعالى - : (( أَوْ نِسَائِهِنَّ )) ، وخطر استقدام الخادمات الكافرات .
A-
A=
A+
الشيخ : وإذًا علينا أن نقف عند هذه الآية : (( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ )) ، ثم قال - تعالى - : (( أَوْ نِسَائِهِنَّ )) ، والنساء هنا هنَّ النساء المسلمات ؛ ولذلك فهنا أدبٌ آخر يجب أن نتنبَّه له ، وهذا يقع في هذه البلاد التي امتَنَّ الله - تبارك وتعالى - عليها بالمال الوفير ، فقد رأيت هذه البلوى حيث لا نراها في البلاد الفقيرة الأخرى ؛ وهي استكثار المسلمين من استخدام النساء الكافرات فضلًا عن الرجال خَدَمًا لهم في بيوتهم ، فتدخل المرأة الخادم الكافرة إلى غرفة المرأة المسلمة وهي كما تقف أمام زوجها ، هذا لا يجوز ، يجب على المرأة المسلمة أن تتحجَّبَ أمام المرأة الكافرة كما لو كانت هذه المرأة رجلًا مسلمًا فضلًا عن كافر ، فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تكشف عن شيء من زينتها الباطنة للمرأة الكافرة ؛ لأن الله - عز وجل - إنما أباح لها أن تكشف عن مواضع الزينة للمرأة المسلمة ؛ ولذلك فلم يكن عبثًا قولُ الله - تبارك وتعالى - حين أضاف النساء اللاتي يجوز للمرأة أن تظهر أمامها إلى المسلمات فقال : (( أَوْ نِسَائِهِنَّ )) ، ولم يقل أو النساء ؛ فيشمل حين ذاك النساء كلهنَّ سواء كنَّ مسلمات أو كافرات ، لم يقل شيئًا من ذلك ، وإنما قال : (( أَوْ نِسَائِهِنَّ )) ، فلا يجوز إذًا للمرأة المسلمة أن تتسامَحَ مع الخادم الكافرة فتظهر أمامها كما تظهر أمام المرأة المسلمة وفي هذه الحدود التي ذكرناها من كتاب الله - تبارك وتعالى - .

هذا ما أردْتُ أن أذكِّر به ، والذِّكرى تنفع المؤمنين ، والآن نتلقَّى ما عندكم من أسئلة لِنُجيب عنها بما يُيَسِّر الله ، وإذا كان أحد له ملاحظة أو سؤال حول هذه الذِّكرى فعسى أن نتعاون في فهم ذلك السؤال أو إزالة ذلك الإشكال .

مواضيع متعلقة