ما الفرق بين إرادة الله وقضاء الله ، وما الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية.؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما الفرق بين إرادة الله وقضاء الله ، وما الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية.؟
A-
A=
A+
السائل : تكلمنا عن الإرادة مرتين ، مرت آية في القرآن (( وإذا قضى أمرا فإنما يقول له فيكون )) مرتين في البقرة وفي آل عمران ، ربنا سبحانه وتعالى أراد وقضى، الإرادة سابقة لقضاء الله وأمر الله ، أم الأمر سابق للإرادة نعرف من سياق الآية ، أن الإرادة سابقة لقضاء لله وأمره ، ربنا سبحانه وتعالى قضى على إبليس أن لا يسجد لخلق لآدم ، كان إبليس شيخ المسبحين وكان في الجنة ، بإرادة الله طبعا ، بإرادة الله ، ربنا سبحانه وتعالى ، أراد لإبليس أن لا يسجد في علمه ، وعندما قضى له أن اسجد رفض السجود لم يطع أمر الله ، لو أطاع إبليس أمر الله لخالف إرادة الله ولو أطاع إرادة الله لخالف أمر الله ؟

الشيخ : الله أكبر .

السائل : الآن هل ربنا سبحانه وتعالى ظالم جلّ وتعالى عن ذلك لإبليس أو كيف يعذبه وهو أراد له ذلك ؟

الشيخ : طيب ، أنت الآن حصرت الكلام على إبليس هل المسألة تختلف عن إبليس وأتباع إبليس أم مخصوصة بإبليس ؟

السائل : ... هي يعني خلينا نقول وجه الشر على إطلاقه .

الشيخ : أنت هو هذا السؤال أنت قيدته ، ولذلك قلت لك خاص بإبليس أم بأتباع إبليس ؟

السائل : إذا نحن خصصنا بنعرف العام ؟

الشيخ : بتعرف العام ، إذا من حيث الفكر غير المنطق، الفكر ما فيه فرق بين إبليس وأتباعه ، وأنت مؤمن بهذا معي ؟

السائل : نعم .

الشيخ : لا شايفك عم تكتب .

السائل : لأنه السؤال أيضا لي وأنا سألته ... .

الشيخ : معليش بس أنا لما بدي أحكي بدي بيقولوا عنا في الشام " العين مغرفة الكلام " ، فإذا أنا عم أحكي وأنت عم تكتب ، معناه أنك انصرفت عني .

السائل : بارك الله فيك .

الشيخ : ولست أعني أن لا تسجل ، لا خذ رخصة وسجل ، وبعدين أنا بحكي ، إذا بدك تسجل سجل ... كيف تفهم قوله تعالى (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) .

السائل : في إرادة الله السابقة لــ ...

الشيخ : لا هذه الفلسفة تبعك أتركها الآن ، شو معنى قضى ربك ؟

السائل : أمر .

الشيخ : أمر أمرا شرعيا أم كونيا ؟

السائل : لعله شرعي أنا اللي بشوفه عبادة .

الشيخ : ولعله مو شرعي ؟

السائل : هو شرعي قطعا ... .

الشيخ : لحظة يا جماعة هو بدي يحكو في عندنا أثر عن ابن عمر نسيت القصة ، بس قال له واحد من الجالسين قال له: لعل الأمر كذا فقال له: اجعل لعل عند ذاك الكوكب ، وأنت كذلك ، إذا نعيد السؤال (( وقضى ربك )) ، هل هو معنى قضى أراد إرادة شرعية أم كونية ؟ قلت أنت لعل وأنا بظن أن هذه رمية ، ولذلك خايف منها ، أن تكون رميه من غير رام ، أما إذا كنت قاصدها فيسهل علينا المضي ، فيما نحن في صدده فاسمع يا أخي الله يهديك ، إلا إذا كنتم أنتم الاثنين عاملين اتفاق عليّ ، واحد من هذه الجهة واحد من الجهة الأخرى معليش ، أما أنا ما يحب أنه واحد من هنا وواحد من هنا ... .

السائل : ... .

الشيخ : يا أخي هذا مش وارد بدنا نسمع منه ، رايح يبين بالأخير ، ثم نحن يا أخي بدنا نكون صريحين في الموضوع ، إذا أنا سألته هذا السؤال ويحلق عيونه ، وما عمره سمع هذا السؤال يقول والله ما عندي علم ، لازم هو يقول ، مش أنت تخليه براحته ، ويتجاوب عنه هيك بتكون ساعدته ، شايف شلون (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) قضى ربك بمعنى إيش ؟ أمر ، طيب الأمر هنا كوني أم شرعي ؟

السائل : شرعي .

الشيخ : شرعي الأمر في قوله تعالى: (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) ، شرعي أم كوني .

السائل : كوني .

الشيخ : كوني ، طيب فكفر إبليس وعدم سجوده لآدم عليه السلام هو بأمر الله كوني أم شرعي ؟

السائل : شرعي .

الشيخ : هنا بقي وقف حمار الشيخ عند العقبة ، كيف شرعي ؟ إذا بدنا نقول ما هو الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية ، وهذا في الحقيقة من دقائق علم التفسير ، التي يدندن حولها شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله، إرادة الله في آياته ، تحمل معنين ، أحدهما معنى عام شامل لكل شيء ، والآخر معنى خاص ليس شاملا لكل شيء ، الأول العام يشمل الخير والشر ، يشمل الإيمان والكفر ، كل شيء ، الثاني خاص بما يحبه الله بما يرضاه بما شرعه لعباده ، فلما تسآلنا عن قوله تعالى: (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا )) ، كان الجواب قضى هنا بمعنى أراد إرادة شرعية ، أي حكم كذا وكذا أن يعبد الله وحده وبالوالدين إحسانا لكن كون الله حكم بشيء شيء ، وكون هذا الحكم سيقوم به الناس ، كل الناس أو بعض الناس شيء آخر ، وكواقع هذا القضاء هذا الحكم الآلهي في هذه الآية ،(( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) ، مشاهد ما يحتاج إلى شرح منهم من حقق هذا الحكم الشرعي ، ومنهم من لم يحقق فالناس إذا تجاه هذه الآية ، كهم تماما تجاه كل الآيات التشريعية قسمين ، فمنهم من آمن ومنهم من كفر ، هدول بالقسمين داخلين في قوله تعالى: (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) ، بمعنى أن كفر الكافر ، لا يقع رغم إرادة الله بل ومن إرادة الله ، فضلا عن إيمان المؤمن لا يقع رغم إرادة الله ، بل كل ذلك بإرادة الله فهذا معنى كون الإرادة في قوله: (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) فهذه الإرادة تشمل كل شيء إطلاقا ، وهي الإرادة الكونية ، وليست هي الإرادة الشرعية ، أما الإرادة الشرعية فهي خاصة بما شرعه الله ورضيه لعباده ، أي نعم ، الآية (( ولا يرضى لعباده الكفر )) ، شايف لا يرضى هو بمعنى لا يريد لكن لا يرضى أوضح وألصق بالإرادة الشرعية ، من كلمة الإرادة مطلقة ، لأنه وضح لنا أن الإرادة تنقسم إلى قسمين ، يدخل فيها الخير ويدخل فيها الشر ، إذا دخل فيها الشر بتكون إرادة كونية ، ما بتكون إرادة شرعية ، فإذا إذا رجعنا إلى إبليس والأبالسة كلهم هؤلاء عصوا الله عز وجل ، ما أطاعوه من حيث إرادته الشرعية ، لكن هم وقعوا وفعلوا ما فعلوه ضمن الإرادة الكونية ، أي ما عصوا الله رغم إرادة الله ، لأن الله عز وجل قادر أنه يرغم أكفر الكفار أنه يؤمن وما ذلك على الله بعزيز ، لكن سبقت مشيئته الله وحكمته أن يقرر ما جاء في قوله تعالى: (( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )) إذا ما فيه إشكال يا أخي بين الآية هذه والآية الأخرى التي فهمت منها التناقض ، إنما استحضر في نفسك أن الإرادة والقضاء الإلهي يشمل نوعين من حيث الإرادة الكونية ، لكن من حيث الإرادة ومن حيث القضاء الشرعي فهو يشمل نوعا واحدا ، لعله زال الإشكال إن شاء الله ؟

السائل : نعم ، جزاك الله خيرا .

الشيخ : أهلا ومرحبا .

مواضيع متعلقة