ما حكم دراسة المرأة المسلمة في جامعة مختلطة ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم دراسة المرأة المسلمة في جامعة مختلطة ؟
A-
A=
A+
السائل : هناك سؤال من أخواتنا في الجامعة يقولون : إنهنَّ في جامعة مختلطة ؛ فما حكم ذلك ؟ مع أنهم يذهبون إلى الجامعة طبعًا باللباس الإسلامي ؛ فهل يجوز لهم ذلك ؟ أم عليهم عدم دخول الجامعة ، والاكتفاء بالعلوم التي لا تحتِّم دخول الجامعة في الدراسة ؟ وهل يجوز المشاركة في أنشطة الجامعة أو لا ؟

الشيخ : أظن أن جواب هذا السؤال يمكن أخذه من كلام لي سبق ، وفيه شيء من التفصيل ، ولكن يبدو أنه لا بد من الإجابة ولو أنها موجزة ؛ أقول : إذا كانت الفتاة الجامعية تصرِّح بأنها تُخالط الشباب الجامعي ، ولو أنها بثياب هي ثياب المرأة المسلمة تمامًا ، لكن مِن أقبح الصور أن تجلس المرأة أو الفتاة المسلمة جامعية كانت تجاه شاب حليق أوروبي المنظر تمامًا ؛ بحكم ماذا ؟ أنُّو الجامعة جمعت بينها وبينه !! أنا أعتقد أن طلب العلم لا سيَّما العلوم التي تُدرس اليوم في الجامعات ، ثم النيات التي هي تدفع الناس ذكورًا وإناثًا إلى هذه الدراسة ، كل الدارسين ذكورًا وإناثًا أستطيع أن أقول - إلا القليل منهم - لا أحد يقصد منهم بهذه الدراسة وجه الله ، وإنما يقصد الوصول إلى شهادة تمكِّنه من أن يصبح موظَّفًا صغيرًا أو كبيرًا ؛ فإذًا الغاية من طلب هذا العلم هو تأمين لقمة العيش ، وليس هو القيام بفرض كفائي كما هو معروف في الشرع أن الفرض الكفائي إذا لم يقم به أحد أَثِمُوا جميعًا ، وإذا قام به البعض سقط عن الباقين ؛ فالذين يريدون بنيَّات خالصة من الفتيات المسلمات أو الفتيان المسلمين يريدون أن يدرسوا في الجامعة بهذه النِّيَّة الطَّيِّبة ، أي : للقيام أو هم يقوموا بواجب كفائي ؛ فعليهم أن يلاحظوا بأن هذا الواجب يجب أن يكون بعيدًا عن الوقوع في مخالفات شرعية .

أنا أضرب مثلًا واضحًا لا يقبل الجدل ؛ إذا كانت - مثلًا - الفتاة التي تدرس الطب في بعض أحوالها قد يضطرُّها الأمر أن تخلو ولو بضع دقائق مع أستاذها الطبيب ؛ فهذه خلوة محرَّمة ، فهل يُبيحها الإسلام للحصول على فرض غير واجب وجوبًا عينيًّا ؟ الجواب : لا ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى إذا كان لا بدَّ من تحقيق أو من أن يكون هناك ناس يقومون ويسدُّون هذا الفراغ من الفرض الكفائي ؛ فأنا أنظر إلى الناس أنهم ثلاثة أقسام من المسلمين دون الكافرين ؛ فهناك مسلم صادق في إسلامه متَّقي لربِّه ؛ فهذا ليس به ضرورة أن يأتي ويحضر مكان باعترافه فيه مخالفة للشريعة بحجَّة أنُّو هو يريد أن يحقِّق فرضًا كفائيًّا ، هذا العمل سيقوم به القسم الثاني من المسلمين ، هذا القسم الثاني إما أن يكون لا يهتم كثيرًا بالابتعاد عن المخالفات الشرعية ، أو يهتم لكن له تأويلات لا نرى نحن من الصواب مطلقًا بمكان ؛ فهؤلاء سيقومون بهذا الواجب بطبيعة الحال ، ويلي هؤلاء - وهم أكثر - القسم الثالث الذي لا يحرِّم ولا يحلِّل ، وغايته فقط الوصول إلى وظيفة كما قلنا ، وإذا كان الكلام الآن بالنسبة للبنات فالقسم الأول من الفتيات المؤمنات سوف يَستعفِفْنَ عن القيام بهذا الواجب الكفائي ؛ لأن الله ما كلَّفهنَّ بأعيانهنَّ أن يقُمْنَ بهذا الواجب ، وفي الطريق إليه مزالق ومخالفات شرعية .

القسم الثاني سيقوم بهذا الواجب إما معذورًا بأن يكون له وجه تأويل هو مقتنع به كما نسمع من بعض الكُتَّاب المسلمين اليوم أو دعاة إسلاميين ، أو القسم الثالث الذي لا يبالي بأنُّو هذا حرام وهذا حلال ؛ فستحقَّق إذًا الفريضة الكفائية بطريق غير طريقنا نحن الذين نحرص على المحافظة على شرفنا وعلى ديننا وأعراضنا .

مواضيع متعلقة