ما حكم الطلاق بلفظ الثلاث في مجلس واحد ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم الطلاق بلفظ الثلاث في مجلس واحد ؟
A-
A=
A+
السائل : شيخ يقولون : في طلاق الثلاث في مكان واحد وفي زمن واحد ؛ تقولون به أو تقولون بوقوع واحدة ؟ الطلاق مثل قول الجمهور تقولون بوقوع الثلاث أم بواحدة ؟

الشيخ : نعم ، الطلاق بلفظ الثلاث في مجلس واحد فالسُّنَّة صريحة في ذلك أنها تعتبر هذا الطلاق طلقة واحدة ، وقد فاءَ بعض الناس في هذا الزمان إلى هذه الحقيقة اضطرَّتهم إليها ليس بحثهم العلمي المتجرِّد عن العصبية المذهبية ، وإنما هو ملاحظتهم كثرة المشاكل التي تقع بين الزوجين لمجرَّد أنه طلَّق زوجته بلفظ الثلاث في مجلس واحد ، فرأوا تخفيف هذه المشاكل بطريق تبنِّي الرأي القديم الذي عمل به ابن تيمية وابن قيم الجوزية - رحمهم الله تعالى - ، وكان الواجب أن يحتجُّوا في ذلك ليس بالمصلحة المدَّعاة ، وإنما لأن السنة هكذا كانت في عهد الرسول - عليه السلام - ، وفي عهد أبي بكر ، وشطرًا من خلافة عمر كان الطلاق بلفظ الثلاث طلقةً واحدة ، ثم رأى عمر أن ينفِّذها عليهم ثلاثا عقوبة لهم ؛ لأنهم خالفوا السنة - سنة الطلاق - ؛ لأن الله - عز وجل - يقول : (( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان )) ؛ أي : في كل طلقة إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ، فالذي يجمع الطلقات الثلاث قد حرَّم على نفسه هذه الفسحة التي شرعَها الله لعباده في قوله : (( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان )) ، ولذلك قال عمر : " فلو أننا نفَّذناها عليهم ثلاثًا " ، ففعل - رضي الله عنه - ذلك ، وكان هذا اجتهادًا منه لا يُخطَّأ في زمانه .

وبهذا القدر كفاية ، فقد انتهى الوقت ، فانصرفوا راشدين .
  • فتاوى جدة - شريط : 2
  • توقيت الفهرسة : 00:51:22
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة