ما حكم العزل في الإسلام ؟ وما حكم تناول الأدوية المانعة للحمل ؟ وما غرض العزل ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم العزل في الإسلام ؟ وما حكم تناول الأدوية المانعة للحمل ؟ وما غرض العزل ؟
A-
A=
A+
الشيخ : ما حكم العزل في الإسلام ؟ وما حكم تناول الأدوية المانعة للحمل ؟ ما غرض العزل ؟

قبل الجواب عن هذه الأسئلة الثلاث أريد أن ألفت النظر إلى أن السَّائل كَتَبَ إشارة استفهام بعد كل سؤال الإشارة الإفرنجية ، وهي التي تُكتب على طريقة البدء باليسار إلى اليمين ! فالصواب حينما نكتب بالعربي أن نبدأ باليمين إلى اليسار ، مش هيك نمشي ؟ فإشارة الاستفهام تبدأ من هون وهيك ، مش هيك ، هذا أدب من آداب الكتابة في الإسلام ، وشو اللي رجَّح أنُّو نبدأ باليسار إلى اليمين ؟ هو اعتيادنا الكتابة الإفرنجية ، وأظن بقى يمكن هناك مَن يقول : شو هالشدة يا رسول الله ؟ من ساعة أنتو تنكروا الشِّدَّة في جواز المسح على الجوربين والشروط التي وضعوها في سبيل ذلك ! نحن نقول : هون ما فيه شدة ؛ لأنُّو هي عملية واحدة ، أنت بدك تكتب إشارة استفهام فبدل ما تبدأ على الطريقة الكافرة من اليسار إلى اليمين ؛ ابدأ من اليمين إلى اليسار ، السعر واحد ، والكلفة واحدة ، والنتيجة واحدة ؛ فما فيها شدة ، وإنما هو توجيه ، وهذه ذكرى .

وهذه لها كمان أمثلة أخرى ، ولا بأس من ... إلى شيء منها ، ذكرى (( لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )) ، مثلًا تأتي في صلب السطر في تضاعيف السطور جملة يركِّز فيها المؤلف أو القارئ فيضعون خطًّا أفقيًّا من أسفل ؛ هذا خطأ إسلاميًّا ، يجب أن يُوضع من أعلى ، عرفتم هذا الأسلوب ؟ الخط الأفقي الذي يوجد في كثير من الكتب العويصة في بعض العبارات يجب أن يُوضع هذا فوق العبارة لا أسفل العبارة ، فوضع الخطِّ من أسفل العبارة طريقة أجنبية ، وضع الخطِّ فوق العبارة طريقة سلفية حديثية ، علماء الحديث هم الذي يضعون هذه الإشارة ، ولكن كانوا سابقًا يضعونها ما يشبه خطّ هكذا ، ثم خطّ إلى فوق ، ثم خطّ طويل هكذا ؛ فهذه آداب يجب أن نهتمَّ بها .

أعود الآن إلى الإجابة عن السؤال :

حكم العزل في الإسلام :

يختلف الحكم باختلاف العازل الذي يتعاطى العزل ، وتفصيله ليس هذا مجاله ؛ لأنُّو عندنا أسئلة كثيرة ، وإنما إذا كان العزل لعذر شرعي أو لسبب شرعي فهو جائز ، وإذا كان لسبب غير شرعي فهو غير جائز ، ويهمُّني التحدث الآن باختصار عن النوع الأخير ؛ وهو إذا كان الدافع للعزل سبب غير شرعي وهو خوف الفقر ، زيد من الناس معاشه مئتين ورقة ، جاء أول ولد ، وثاني ولد ، وثالث ولد ، ولا يزال المعاش هو هو ! يفكِّر بقى هذا على الطريقة الإفرنجية الأوربية التي لا تؤمن بقضاء الله وقدره ولطفه وتدبيره لخلقه ، يعمل حساب ويضرب - كما يُقال - أخماس في أسداس ، هذا هلق صار عنده ولدين ثلاثة ، والمعاش هو هو ، بكرة يجيه خمسة ستة من أين بدو يجيب لهم يدبر لهم معيشتهم ؟! هذا طبعًا كلام يجول في نفوس كثير ممَّن يُسمَّون بالمسلمين ، وقد يكون قسم كبير منهم مسلمين جغرافيين ، فيجب أن يعلم مَن كان منهم يريد أن يعلم أنُّو هذا التفكير لا ينبغي أن يتردَّد ، بل لا ينبغي أن يخطر في بال المسلم إطلاقًا ما دام يعتقد قول الله - تبارك وتعالى - : (( نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )) ، وما دام يعتقد (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ )) .

المسلم الذي يؤمن بهذه الحقائق الإلهية لا يفكِّر أبدًا بما سيأتيه من ولد وما خُبِّئ له في الغيب من راتب أو من وارد ، ومن العجيب = -- ... -- = أعود إلى إتمام البحث السابق ، فالمسلم الذي يؤمن بهذه الحقائق الشرعية كما ذكرنا ما ينبغي أن يندفع بدافع العقيدة الجاهلية التي لا تؤمن بقضاء الله وقدره ، والتي كان من آثارها ما ذَكَرَ الله - عز وجل - في القرآن الكريم من وأد المشركين للبنات ، فجاء واعظ الله في قلب المسلم حين يقول في الآية الكريمة : (( وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ )) "" نرزقكم وإياهم "" (( إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا )) . فـ ، هنا وإياكم ؟

الحاضرون : ... .

الشيخ : نحن نرزقكم وإياكم ؟

الحاضرون : (( نَرْزُقُهُمْ )) .

الشيخ : (( نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا )) ، فالذي يعزل بهذا القصد هو يصنع ويعمل عمل الجاهلية الأولى ، ولكن مع فارق بسيط ؛ ذاك الجاهلي لم تكن المدنية في ذلك العصر ساعَدَتْه على العزل المُقنَّن المنظَّم ؛ ولذلك فكان يقضي وطرَه ثم تذهب زوجه حاملًا ، فيضطرُّ أخيرًا إلى قتل الولد خشية إملاق ، أما اليوم فبسبب الوسائل التي يسَّرَها العلم ، وكثيرًا ما يسَّرَ العلمُ وسائلَ هي ليست من مصالح الإنسان ، بل هي من مفاسده ، وهذا الأمر لا يحتاج إلى بيان ، فمن ذلك - مثلًا - الوسائل التي تُتَّخذ بالنسبة للمُومسات أن لا يتأثَّرْنَ بالمرض المعدي الزهري ، فهذه طبعًا لولا هذا العلم زعموا لَمَا انتشر الزنا بين النساء بسبب مثل هذا التشجيع بحفظهنَّ من أمراض المعدية .

كذلك وُجِدت الوسائل اليوم التي تحقِّق للإنسان العزل وكأنها طريقة أوتوماتكية مضمونة في كثير من الأحيان مئة في المئة ، فيجب أن ننظر ما الذي دفع هذا الإنسان المسلم إلى العزل ؟ إن كانت هي علَّة خشية إملاق فهو مُلحَق بالمشركين الذين كانوا لا يؤمنون بقضاء الله - عز وجل - وبقدره .

ومن العجيب الذي ينقل عنه هؤلاء الناس بسبب بُعدِهم عمَّا يهمُّهم من شؤون العلم تجد الرجل الفقير ذا الرَّاتب المحدود تجده مع ذلك الله يرزقه الولد بعد الولد والراتب هو هو ، لكن مع ذلك الأولاد عايشين ، الله متكفِّل رزقهم ؛ لأنه قال : "" إنه هو الرزاق "" ؟

سائل آخر : ... .

الشيخ : نعم ؟

سائل آخر : (( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ )) .

الشيخ : (( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ )) مصداقًا لهذه الآية الكريمة ، ثم قد يتظنَّن بعضُ الناس : يا أخي ، هدول إذا مات أبوهم من الذي يعولهم من بدو يُعيشهم ؟ فينسى أو يتناسى ، وظنِّي أن كثيرين منهم ينسى ويجهل أن كبار المخترعين وكبار العلماء أصلهم فقراء ! وقد يوجد فيهم أيتام ، وقد يوجد فيهم عبيد ، عبيد أرقَّاء ، مع ذلك صاروا بعد ذلك من كبار العلماء ، ينسى الناس هؤلاء هذه الحقائق وهي حقائق كونية واقعية ، ثم يلجؤون إلى وسائل لا تُفيدهم كما أشار الرسول - عليه الصلاة والسلام - إلى ذلك في حديث ثابت ؛ جاء رجل إلى الرسول - عليه السلام - - وهو جواب سؤال سبق سبب شرعي لجواز العزل - ، جاء رجل إلى الرسول - عليه السلام - يقول : عنده جارية - أي : عبدة - ، وهو طبعًا يطؤها ، ولا يريد أن تحمل منه ؛ فهل يجوز له أن يعزل عنها ؟ قال : ( لا عليك ألَّا تعزل ، وما كان مقدَّرًا فسيكون ) أو كما قال - عليه الصلاة والسلام - ، هذا معنى الحديث ، جاء الرجل بعد مدة قال : يا رسول الله ، إنَّ جاريتي حَمَلَتْ . قال له : أما قلت لك ! أنُّو ما قُدِّر سيكون ، يعني غُلِبَ الرجل على أمره ، فسبقه الماء ، وراحت حاملة منه ! إذًا القدر هو غالب ، وحتى بعض الوسائل كما أشرتُ آنفًا بعض الوسائل الطِّبِّيَّة العلمية اليوم على التعبير العامي " بتخاوز " ، ما تنجح يعني ، ليش ؟ ليمشي قدر الله رغمًا عن الناس ، رغمًا عن إيش ؟ حيلهم ووسائلهم المادية .

الخلاصة : فالعزل يجوز إذا كان الباعث عليه شرعيًّا كمثل السبب السابق وهو جارية ما تريد تحمل منه ؛ لأنُّو إذا جابت له ولد ، وقد يضطرُّ إلى أن يبيعها ، فتصبح إيش ؟ مباعة وله ولد منها ، وقد وقد أسباب أخرى لا يحبُّ أن تحمل منه مثل هذا الولد ، فالرسول - عليه السلام - أباح للصحابة مثل ذلك .

السائل : ... .

الشيخ : لا ، إذا كان هناك رأي طبيب مسلم بأن الحمل يضرُّها هذا يُعتبر عذرًا شرعيًّا .

ما حكم تناول الأدوية المانعة للحمل ؟

هذا السؤال يُعطف على السؤال السابق ويُؤخذ الجواب عليه .

ما غرض العزل ؟ كذلك .

السائل : أستاذ ، العزل في الجاهلية معناه ... .

الشيخ : إي نعم .

مواضيع متعلقة